سينما النساء في مهرجان كان
يمكن اعتبار مهرجان كان هذا العام، دورة السينما العربية بامتياز، حيث نشطت بالمشاركة في مسابقات موازية، فضلا عن المنافسة التونسية في المسابقة الرسمية بعد غياب 53 عامًا، ومقابل كثافة المشاركة العربية كان التواجد المصري خجولا، وحتى من حضر لم يترك أثرًا، إذ كان التركيز على المشاركات العربية الأخرى المدعومة بوسائل إعلام واسعة الانتشار ومؤثرة.
حظيت الأفلام العربية باهتمام بالغ وحصدت 4 أفلام ممولة من صندوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي، 4 جوائز في مسابقة "نظرة ما"، نال الفيلم المغربي "عصابات" إخراج كمال الأزرق جائزة لجنة التحكيم، وحصد الفيلم المغربي "كذب أبيض" إخراج أسماء المدير جائزة أفضل إخراج. أما الفيلم السوداني "وداعا جوليا" إخراج محمد كردفاني فنال جائزة الحرية، فضلا عن الفيلم البلجيكي - الكونغولي "النذير" من إخراج بالوغي، وهو مدعوم أيضًا من الصندوق السعودي ذاته، جائزة الصوت الجديد.
بينما نال الفيلم المصري القصير "عيسى" أو "أعدك بالفردوس" للمخرج مراد مصطفى، جائزة تصويت الجمهور، فضلا عن جائزة رايل الذهبية، التي تُمنح لأفضل فيلم قصير في المسابقة، ومن أشهر الذين حصلوا عليها من قبل المكسيكي اليخاندرو غونزاليس إنياريتو، والفرنسية جوليا دوكورنو، وأصبحا فيما بعد من ألمع مخرجي العالم.
جوائز بنات ألفة
وخلال حفل الختام نال الفيلم التونسي "بنات ألفة" إخراج كوثر بن هنية جائزة العين الذهبية مناصفة مع المغربي "كذب أبيض"، وبهذه الجائزة يكون "بنات ألفة" قد حصد ثلاثية، بعد جائزتي السينما الإيجابية والتي تمنح للفيلم الروائي الطويل الأكثر إيجابية بين أفلام المسابقة الرسمية، والجائزة الثانية هي تنويه خاص من لجنة جائزة الناقد فرنسوا شالي، والتي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 عامًا على هامش المهرجان.
تميز الحضور النسائي هذا العام، بمشاركة فنانات وصانعات أفلام باحثات عن المساواة والحرية والأمل رغم سيطرة الرجال على صناعة الفن السابع منذ نشأتها، ووضعت المرأة بصمتها باقتناص السعفة الذهبية، التي نالتها المخرجة الفرنسية جوستين ترييت، عن فيلم "Anatomy of a fall" (تشريح السقوط)..
وبعد أن وضعت بصمتها في صناعة السينما وانتزعت الجائزة المرموقة، وجهت المخرجة الفرنسية رسالة سياسية على المسرح، منددة بـ"التنكّر الصادم" من الحكومة الفرنسية للتحركات الاحتجاجية المناهضة لإصلاح قانون التقاعد في البلاد.
ولدى تسلمها الجائزة من الأميركية المخضرمة جين فوندا، قالت جوستين: "هذا النمط من السلطة المهيمنة والمتفلّتة بشكل متزايد، ينتشر في مجالات عدة، في ظل سعي الحكومة إلى تحطيم الاستثناء الثقافي الفرنسي".
رفضت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبدالملك، تنديد وهجوم المخرجة ترييت، وسارعت بالرد مبدية شعورها "بالذهول إزاء هذا الخطاب الظالم، فلولا نموذجنا الفرنسي لتمويل السينما الذي يتيح تنوعًا فريدًا على صعيد العالم، ما كان الفيلم الفائز اليوم ليرى النور.. دعونا لا ننسى ذلك".
انتصرت الفرنسية جوستين ترييت، للمرأة وأصبحت ثالث مخرجة تحصد السعفة الذهبية، ودخلت التاريخ بعد جين كامبيون، عن فيلم The Piano العام 1993 وجوليا دوكورنو، عن فيلم Titane العام 2021.
التمثيل النسائي
وعلى صعيد التمثيل النسائي، فازت التركية ميرفه ديزدار بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "About Dry Grasses"، لمواطنها نوري بيلجه جيلان، وأهدت الممثلة: "جائزة التمثيل لجميع النساء اللواتي يكافحن لمواجهة الصعوبات في حياتهن، ويحافظن على الأمل".
كان الملفت هذا العام المنافسة النسائية القياسية في المسابقة الرسمية، إذ شاركت 7 مخرجات بأفلام نالت إعجاب الجميع، كما حرص المهرجان على مساواة عدد النساء مع الرجال في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، فضلا عن تولي الألمانية إيريس كنوبلوك، رئاسة المهرجان الأهم عالميًا، لتصبح أول امرأة تشغل المنصب الرفيع، وقد اختارت صورة لأيقونة السينما الفرنسية كاترين دينوف شعارًا لهذه الدورة..
فضلا عن تولي كاترين دينوف نفسها وابنتها كيارا ماستروياني تقديم حفل الافتتاح، وانفراد كيارا بتقديم حفل الختام، ونجحت رئيسة المهرجان في استقطاب ثلة من ألمع نجوم هوليوود إلى الفعاليات وآخرها تولي المخضرمة جين فوندا تتويج الفائزة بالسعفة الذهبية.