أمنت العقاب فتمادت وأساءت الأدب
ظننا أن غادة والي، ستتوارى خجلًا ولن تعاود الظهور، إثر ارتكابها جريمة مزدوجة، بالسطو على أعمال فنان روسي شهير ونسبها لنفسها، وتبني فكر لصوص الحضارة أفروسنتريك وتحويلها قدماء المصريين إلى زنوج، غير انها أطلت مجددًا بمشكلة ثانية مع الفنان الروسي ذاته، الذي قرر مقاضاتها لتكرارها السطو على أعماله وانتهاكها حقوق الملكية الفكرية.
غادة والي، التي قدموها قبل سنوات في منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، كنموذج للشباب المصري الناجح والمبتكر، وألقت حينها كلمة إنشائية حافلة بالأخطاء عن القيم الأخلاقية، أثبتت على أرض الواقع أنها بعيدة تمامًا عن كل ما تحدثت عنه، لأنها اعتادت السطو على جهد وإبداع غيرها، مكتفية بوضع رتوش وتغيير ألوان ثم تنسبها لنفسها، لكن في ظل طغيان منصات الميديا لم يعد بالإمكان إخفاء السرقة خصوصًا الفنية.
في إطلالتها المتلفزة، أقسم مقدم البرنامج أن 12 من أساتذة الفن التشكيلي، رفضوا التعليق على مشكلة غادة والي مع الفنان الروسي، ما يعني قناعتهم بأنها سرقت جهد ورسومات جورجي كوراسوف، وأمام محاصرة مقدم البرنامج لها بالأسئلة، اضطرت غادة والي، للاعتراف بأنه "وارد أكون تأثرت بالفنان الروسي، وممكن شغله وشغل ناس ثانية يكون عدى عليا، والرسومات شبه بعض لأننا واخدين من نفس المصدر الفرعوني".
أمام ضغط مقدم البرنامج عليها، اتهمت غادة والي الفنان كوراسوف بالسطو، مشيرة إلى أن "الموتيفة التي استخدمها الفنان الروسي في لوحاته سرقها من بيكاسو"، ليرد عليها مقدم البرنامج "يعني انتو الاثنين سارقين من بيكاسو".
أزمة غادة والي وحقوق الملكية الفكرية
من تابع لقاء غادة والي، يجد أنه ينطبق عليها المثل من أمن العقاب أساء الأدب، فهي لم تعاقب على سرقتها الأولى فتمادت في التعدي على الآخرين دون الخوف من أي شيء يردعها.
كذلك ينطبق عليها المثل الخليجي "فوق شيْنِك قِوَّة عينك"، أي مع السوء والقبح الواضحين، يظل المخطئ يحاجج ويكابر ويعاند بعين قوية، فهي لم تتوقف عند إتهامها الفنان الروسي بالسرقة من بيكاسو..
بل أكدت في بيان أن كوراسوف "يسعى للشهرة وأن يتصدر منصات التواصل الاجتماعي على حسابها عبر اتهامها زورًا بسرقة لوحاته دون أن يوضح أي إثبات!، وأنه استغل صمتها وعدم ردها على اتهاماته السابقة بخصوص تصاميم جدارية مترو الأنفاق ليعيد الكرة، واتهامها بنسخ لوحاته في تصميماتها لعبوات شركة المياه الغازية العالمية".
إذا كانت المكابرة في بيان غادة والي صحيحة، فلماذا اعتذرت هيئة الأنفاق من الفنان الروسي ونزعت رسومات محطة كلية البنات المسروقة منه، ولماذا تبرأت نقابة التشكيليين منها، مؤكدة انها ليست فنانة جداريات وأكدت أن رسومات المترو مقتبسة من رسومات الفنان كوراسوف، وهي تعد واضح على حقوق الملكية الفكرية، ودعت النقابة حينها إلى "تفعيل قانون مزاولة المهنة لتصبح النقابة جهة حاكمة لأي فنان ويحاسب أمامها منعا لتكرار أزمة السرقة الفنية".
زاد محامي غادة والي، الطين بلة، حيث اعتبر أن "الموضوع ملفق، والفنان الروسي هو اللي سارق مش إحنا، لان الصور فرعونية تخص مصر"، ونسى المحامي ان صور محطة المترو إغريقية بالأساس، واعتبرتها غادة فرعونية بعد أن غيرت ألوانها لتطابقها مع رسومات كوراسوف التي تسبقها بسنوات..
وهو ما تكرر مع بعض صور حملة شركة المياه الغازية، التي قدمتها غادة بعد نشر رسومات كوراسوف بأربع سنوات، وهو ما أكده محامي الفنان الروسي، وقال انه قرر مقاضاتها في الخارج وليس مصر، حتى ينال حقه كاملا.
التمادي في التعدي على حقوق الغير، يجعلنا نسأل ماذا فعلت إدارة مترو الأنفاق مع غادة والي، والإجراءات المتخذة ضدها بعد أن ورطتها في رسومات مسروقة من الفنان الروسي، واضطرت لنزعها من محطة كلية البنات، والاعتذار علنًا عن السرقة!.. ثم لماذا لا يتم مراجعة أعمالها التي قدمتها لمواقع وهيئات كبرى، حتى لا تتكرر الأزمة مرة ثالثة؟، وأخيرًا على وزارة الثقافة بدء حملة توعية وتثقيف عامة بضرورة حماية حقوق الملكية الفكرية والفنية منعا لمزيد من الفضائح.