رئيس التحرير
عصام كامل

الولاية الثالثة للرئيس التركي، الأزمة الاقتصادية والعلاقات مع الغرب كلمة السر في حسم نتيجة الانتخابات التركية، و3 ملفات عاجلة على طاولة أردوغان خلال 5 سنوات مقبلة

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيتو

فوز بشق الأنفس حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد على منافسه زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو ليصبح أول رئيس ينال 3 ولايات منذ تأسيس الجمهورية التركية الجديدة في عام 1923.

الولاية الجديدة لأردوغان في السلطة تبلغ 5 سنوات، حيث حكم الرئيس التركي بلاده  لمدة 20 عام بين منصب رئيس الوزراء التركي ومنصب الرئيس وسط ترقب لكيفية تعامله مع 3 ملفات رئيسة سيطرت على المشهد الانتخابي وشكلت عاملًا محوريًا في توجهات الناخبين، وهي: علاقة تركيا مع الغرب وقضية اللاجئين والأزمة الاقتصادية.

الانتخابات الرئاسية التركية


أعلنت  الهيئة العليا للانتخابات التركية مساء  أمس الأحد  فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة.

وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا ان أردوغان حصل على 52.14% من الأصوات مقابل 47.86% لكيليجدار أوغلو بعد إحصاء جميع الأصوات تقريبا.

 

الأزمة الاقتصادية والعلاقات الغربية كلمة السر في حسم نتيجة الانتخابات التركية

 

الأزمة الإقتصادية  التي تعاني منها تركيا كانت من أهم الملفات التي حسمت نتيجة الانتخابات خاصة بعد أن انخفضت عملتها إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار خلال عقد، وكذلك شكل سياستها الخارجية، التي أثارت غضب الغرب بسبب تنمية أنقرة لعلاقاتها مع موسكو.
وأحدث أردوغان تحولًا عميقًا في تركيا من خلال سياسة خارجية منفتحة على شرق آسيا ووسطها على حساب حلفاء أنقرة الغربيين التقليديين الذين حاول التقرب منهم في البداية عند وصوله إلى السلطة، بحسب وكالة "فرانس برس".

 

اقرأ أيضا.. تركيا والشرق الأوسط، سياسة أردوغان مع دول المنطقة لـ5 سنوات مقبلة، صفر مشاكل أم عودة للصراعات بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية

أزمة في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي من انقلاب 2016

 

وتراجعت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي بعد محاولة انقلاب الفاشلة في 2016 وما تلاها من تحويل نظامها إلى رئاسي، ورغم نفور الغرب من أردوغان، سمحت الحرب في أوكرانيا له بالعودة إلى تصدر المشهد بفضل وساطته بين كييف وموسكو، وتعطيله منذ نحو عام دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي ظل وصول المفاوضات بشأن انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي لطريق مسدود تقريبًا، توقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير له، ألا تتغير علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة.

ورجح المعهد الأمريكي عدم التوصل إلى اتفاق يسمح بدخول الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة دخول، مشيرًا إلى أن الغرب سيستمر في رؤية أردوغان كـ"شريك صعب ومهم" للمصالح الاستراتيجية.

وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي منذ عام 1952، وتملك ثاني أكبر جيش من حيث العدد بين دول الحلف بعد الولايات المتحدة التي تختلف معها حول عدد من النقاط منها دعم واشنطن للجماعات المسلحة الكردية في سوريا وحصول أنقرة على نظام دفاع صاروخي روسي من طراز "S-400".

كما تلفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نظر أنقرة بانتظام إلى انتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية، بحسب المعهد الأمريكي الذي اعتبر أن العلاقة بين واشنطن وأنقرة "قائمة على الصفقات" وغير مستقرة لبعض الوقت، الأمر الذي لن يتغير إذا أعيد انتخاب أردوغان.

ورأى المعهد أن قضية ضم السويد إلى الناتو قبل قمة الحلف في يوليو المقبل ستظل "أولوية رئيسية" لواشنطن، مشيرًا إلى أن موافقة تركيا ستمكن إدارة بايدن من الضغط في سبيل بيع مقاتلات F-16 إلى تركيا، وقال إنه "بدون هذا الامتياز، من غير المرجح أن يوافق الكونجرس على أي مبيعات".

 

 

الدور التركي في تمرير صفقة الحبوب

 

واعتبر المعهد أن تركيا ما زالت قادرة على الاضطلاع بدور قيّم في تعزيز مصالح السياسة الأمريكية، كما بيّنت صفقة الحبوب التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة بين روسيا وأوكرانيا.

وبحسب وكالة فرانس برس أن  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان اللذان يمسك كل منهما بمقاليد الحكم منذ أعوام طويلة، نشأت بينهم علاقة شخصية وثيقة اكتسبت أهمية أكبر منذ وجدت موسكو نفسها تحت عزلة العقوبات الغربية المتزايدة منذ بدء غزوها لأراضي أوكرانيا مطلع عام 2022.


وعن طبيعة هذه العلاقة التي وصفها بـ"المميزة" مع بوتين، قال الرئيس التركي، في حديث لشبكة "CNN" الأمريكية، "نحن دولة قوية وتربطنا علاقة إيجابية بروسيا، فالبلدان تحتاجان بعضهما البعض في كل مجال".

وردًا على سؤال بشأن أسباب التفاهم بين الرئيسين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف هذا الأسبوع إن بوتين وأردوغان "رجلَي دولة يحترم كل منهما كلمته".

وفي هذا السياق، دعا المعهد الأمريكي إلى مراقبة علاقة أردوغان ببوتين، لافتًا إلى أن هذه العلاقة دفعت كبار المسؤولين الأمريكيين إلى زيارة تركيا بانتظام وتحذير الحكومة والشركات الخاصة من انتهاك العقوبات الروسية.

 

اقرأ أيضا.. هائمون بلا وطن، مصير اللاجئين السوريين بعد فوز أردوغان برئاسة تركيا (صور)

 

3.4 مليون لاجئ سوري في تركيا

 

وبرزت خلال الانتخابات الأخيرة قضية اللاجئين في تركيا بشكل واضح في انتخابات الرئاسة، إذ تستقبل تركيا 3.4 مليون لاجئ سوري على الأقل، ومئات الآلاف من الأفغان والإيرانيين والعراقيين.

وبالنسبة للسوريين، أدت الانتخابات والتحول المناهض للمهاجرين في السياسة التركية إلى إثارة حالة جديدة من الضبابية بشأن مستقبلهم، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كان سيتعين عليهم معاودة الكرة وبدء حياة جديدة مرة أخرى بعد فرارهم من حرب دامية في وطنهم.

وتعهد أردوغان أخيرًا بأن بلاده "لن تعيد" اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر "الطرد أو الإجبار"، مشيرًا إلى أن الإعادة ستكون "ضمن المعايير الإنسانية إلى مساكن ستبنيها تركيا في الشمال السوري لذلك الغرض".

وأعلن أردوغان في 8 مايو الجاري أن بلاده تعتزم بدعم من منظمات إغاثية دولية بناء 200 ألف وحدة سكنية في 13 موقعًا في سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا.

وعلى غرار القادة الآخرين في المنطقة، يعمل أردوغان أيضًا على حل الخلافات مع الرئيس السوري بشار الأسد، مما يزيد من احتمال حدوث تقارب قد يقلق العديد من السوريين في تركيا.

 

مأزق زلزال شهر فبراير في تركيا


قبل أكثر من 20 عامًا، وتحديدًا في 17 أغسطس عام 1999، أثار زلزال أودى بآلاف الأتراك خلال الليل، غضبًا شعبيًا صعّد مشاعر استياء حيال وضع اقتصادي صعب، ما ساهم في إيصال رجب طيب أردوغان إلى السلطة.

وفي عام 2023، وجد الرئيس التركي نفسه أمام ظروف أكثر شدة لكن أمام تحدٍّ مشابه، حيث تسبب زلزال 6 فبراير الماضي بوقوع أكثر من 50 ألف قتيل، فيما تعيش البلاد في الوقت نفسه أزمة اقتصادية منذ أشهر.

وكان الجانب الاقتصادي أحد نقاط القوة الرئيسية لأردوغان في العقد الأول من حكمه، إذ تمتعت تركيا بازدهار طويل الأمد مع إنشاء طرق ومستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

لكن أردوغان يواجه انتقادات شديدة بسبب وضع الاقتصاد التركي حاليًا وغضب الناجين من زلزال فبراير المدمر الذين تركوا لمواجهة مصيرهم في الأيام الأولى التي تلت الكارثة.

 

هبوط قيمة الليرة التركية وارتفاع نسبة التضخم

 

كما أدت السياسات غير التقليدية، التي دعا إليها الرئيس التركي بهدف تحقيق النمو، إلى هبوط قيمة الليرة 80% على مدى السنوات الخمس الماضية وتكريس مشكلة التضخم وانهيار ثقة الأتراك في عملتهم.

ولعبت السلطات خلال العامين الماضين دورًا متزايدًا في أسواق الصرف الأجنبي لدرجة أن بعض خبراء الاقتصاد صاروا الآن يناقشون علنًا هل كان تعويم الليرة دون تدخل، بحسب "رويترز".

خطاب النصر للرئيس التركي عقب الفوز بالانتخابات الرئاسية

ووجه الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان خطابا لمناصريه، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة لولاية ثالثة.


وقال أردوغان: "نحن عشاق إسطنبول معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر".


وأضاف: "نتقدم بجزيل الشكر للشعب التركي النبيل الذي منحنا احتفالا ديمقراطيا بين عيدين مباركين".


وأكمل أردوغان: "قلنا مرارا إن المسيرة المقدسة لن تتعثر ولن نخيب آمال كل من يعول علينا، قائلا: الشعب منحني مسئولية الحكم لمدة 5 سنوات مقبلة.

 

 

إقرأ أيضا.. بائع الليمون والسميط رئيسا لتركيا.. قصة حياة ابن الفقراء رجب طيب أردوغان (صور)

أردوغان يقدم الشكر للشعب التركي عقب الفوز بالإنتخابات
 

وأضاف: "نتقدم بجزيل الشكر للشعب التركي النبيل الذي منحنا احتفالا ديمقراطيا بين عيدين مباركين..أشكر شعبي الذي مكنني من فرصة تحمل المسئولية تجاهه لمدة 5 سنوات قادمة".

وأكمل أردوغان: "قلنا مرارا إن المسيرة المقدسة لن تتعثر ولن نخيب آمال كل من يعول علينا"، مؤكدا أن "الشعب التركي كله هو الفائز بهذه الانتخابات".

واستطرد الرئيس التركي: "أعتقد أن حزب الشعب الجمهوري سيودع كمال كليجدار أوغلو وسيحمله مسئولية الأداء السيء في الانتخابات".


تركيا ترفض دعم المثلية بعد فوز أردوغان

 

وتابع أردوغان: "هدفنا هو عدم تخلي بلدنا عن الأهداف المنشودة وأن يتمسك الشعب بتوحده.. لا أحد بمقدوره أن يسيء للحريات في بلدنا أو التحقير من شأن شعبنا أو أن يمنعه من التوحد..سنحقق وعودنا خلال المرحلة المقبلة وسنتمسك بها".


وقال الرئيس التركي: "لا ندعم المثلية، وكيان العائلة وحقوق المرأة من المقدسات لدينا"، مشيرا إلى أن "العائلة بالنسبة لنا مقدسة وسنكسر يد كل من يحاول التعرض لها".

وتابع أردوغان: "كلمتنا القادمة ستكون من القصر الرئاسي في أنقرة وسنوجهها للعالم بأسره"، مضيفا: "هذه النتيجة تثبت أن لا أحد بإمكانه أن يجعلنا نخسر مكتسبات تركيا".


وأكد أردوغان أنه "يجب علينا الاستمرار في العمل من أجل ضمان الفوز بالانتخابات المحلية القادمة".


وأردف: "أشكر شعبي الذي مكنني من فرصة تحمل المسئولية تجاهه لمدة 5 سنوات قادمة".
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية