تركيا والشرق الأوسط، سياسة أردوغان مع دول المنطقة لـ5 سنوات مقبلة، صفر مشاكل أم عودة للصراعات بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية
تصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية اليوم الإثنين، للفوز بولاية ثالثة أمام زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو، طبقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات، مما دفع العديد لطرح تساؤلات حول تأثير ذلك الفوز على العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
ويرى الخبراء أن بقاء أردوغان 5 سنوات أخرى في السلطة لم يعد يقلق الكثير من الدول العربية بعد المصالحات الأخيرة معها رغم تخوف البعض من استمراره في استعراض قوته.
وأشار الخبراء إلى أن فوز أردوغان لم يعد يدق ناقوس الخطر مثلما كان يحدث في فترة من الفترات في كثير من الدول العربية، لكن بعد اتخاذ الرئيس التركي مواقف أكثر تصالحية في السنوات الأخيرة لن يثير قلقًا يذكر على الأغلب بالنسبة لغالبية تلك الدول.
سياسة اقليمة قوية لأردوغان
وخلال حكمه لعقدين كاملين تبنى أردوغان سياسة إقليمية قوية واستعرض قوة تركيا العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فشن عمليات توغل في سوريا أدت إلى الاستيلاء على جيوب حدودية فيها، كما أرسل قوات لمحاربة مسلحين أكراد في العراق ودعم قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا وتحدى قوى أخرى في الشرق الأوسط.
لكن مع تعثر الاقتصاد التركي، عدل الرئيس التركي نهجه وتوصل إلى تسويات مع منافسين مثل الإمارات والسعودية، لكن دون سحب القوات التركية على الأرض، وفي حين أن بعض الجماعات الكردية مازالت تعتبر أردوغان عدوًا، باتت معظم حكومات الشرق الأوسط تعتبر الزعيم التركي جزءًا من واقع راهن مقبول في منطقة مضطربة. وقال المعلق السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: "دول الخليج تفضل الاستمرارية على التغيير.. فالشخص الذي نعرفه أفضل من الذي لا نعرفه".
العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر
ومع انتهاء معظم الانتفاضات وضعف جماعة الإخوان في جميع أنحاء المنطقة، ومع مرور تركيا بأزمة اقتصادية، ضاقت شقة الخلاف بين تركيا والدول الثلاث إلى حد بعيد، وحاول أردوغان إصلاح العلاقات مع الإمارات في 2021 ومع الرياض في 2022 مقابل الحصول على الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية.
كما دشنت تركيا حملة دبلوماسية في 2021 تمخضت عنه زيارات رسمية وصفقات استثمارية في وقت أزمة عميقة للاقتصاد التركي، ووافقت السعودية على إيداع خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي.
وذكر أردوغان قبل جولة الإعادة بثلاثة أيام أن دولًا خليجية أرسلت في الآونة الأخيرة تمويلًا إلى تركيا، ما ساعد لفترة وجيزة في تخفيف الأعباء عن كاهل البنك المركزي التركي والأسواق، وتابع أنه يعتزم الاجتماع مع قادة تلك الدول وتوجيه الشكر لهم.
وتتحسن علاقات تركيا مع مصر أيضًا بعدما زار وزير الخارجية التركي القاهرة للمرة الأولى منذ عقد.
وساعد هذا النهج التصالحي أيضًا على تهدئة الصراع في ليبيا، حيث كانت الإمارات ومصر قد دعمتا القوى المهيمنة على شرق البلاد في مواجهة حكومة طرابلس المدعومة من تركيا.
إنهاء خطوط المواجهة القديمة
وفي ظل السلام غير المستقر منذ أن أنهت القوات التركية هجومها في الشرق عام 2020، أصبح لدى أنقرة الآن علاقات عبر خطوط المواجهة القديمة.
وبحسب شبكة "دويتشة فيلة" ووكالة “رويترز” الإخبارية، قال دبلوماسيون إن العلاقات الدافئة جعلت من السهل على الأطراف الليبية المتحاربة الالتزام بوقف إطلاق النار، قال طارق المجريسي، الخبير في شئون ليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لرويترز: "الأمور تسير كالمعتاد بعد الانتخابات وستظل تركيا القوة المؤثرة التي يتطلع الجميع للعمل معها".
أردوغان والأسد
وحين بدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، دعم أردوغان المعارضة وجهودها، التي باءت بالفشل لاحقًا، للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لكن مع عبور ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا وبعد أن أصبح للمقاتلين الأكراد وجود على الحدود، غير الرئيس التركي محور تركيزه وعمل مع داعمتي الأسد الرئيسيتين، روسيا وإيران، لاحتواء الصراع في بعض الأحيان، بينما كان يرسل قوات إلى سوريا إلى جانب قوات المعارضة المسلحة لانتزاع السيطرة على الأراضي من الجماعات الكردية.
كما استضافت تركيا في ظل حكم أردوغان ما لا يقل عن 3.6 مليون لاجئ سوري يتزايد عدم الترحيب بهم وسط المتاعب الاقتصادية في تركيا.
وفي مناطق المعارضة بسوريا، حيث ساعد الدعم التركي في صد هجمات الحكومة السورية، أعرب البعض عن دعمهم لأردوغان خوفًا من أن ينهي كليجدار أوغلو دعم أنقرة العسكري ويعيد اللاجئين إلى سوريا.
وأعادت تركيا التي تدعم المعارضين المسلحين السوريين الاتصالات مع الأسد بتشجيع من روسيا. لكن الأسد رفض أي لقاء مع ما لم تنسحب القوات التركية من شمال سوريا، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كان أردوغان سيقدم للأسد ما يريده.
تأثير فوز أردوغان علي الأكراد وسوريا
وبالنسبة لأكراد سوريا ، يُعتبر أردوغان عدوًا، وسط مخاوف من تنفيذه عمليات توغل أخرى كان قد هدد بها في شمال سوريا، فهو بمثابة بلاء لهم، ويتكرر هذا الرأي لدى البعض في إقليم كردستان العراق، حيث أرسلت تركيا قوات لقتال المسلحين الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني، مع حفاظها على علاقة جيدة مع السلطات الكردية في أربيل.
وكانت تركيا قد أغلقت خط أنابيب في مارس بسبب نزاع على النفط الذي يصدره إقليم كردستان في شمال العراق، الأمر الذي أثار استياء بغداد.
وقال وهاب: "فوز أردوغان يعني أنه قد يشعر بثقة أكبر في تعاملاته مع العراق ويطالب بمزيد من التنازلات من بغداد وأربيل" من أجل فتح خط الأنابيب.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.