تفكيك تحالف وتيار مناهض.. مصير أردوغان وأوغلو بعد إعلان نتائج الانتخابات التركية.. ماذا قال المتنافسان؟
انتخابات تركيا، بدأت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا عملية فرز الأصوات، بعد إغلاق صناديق الاقتراع للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية.
وحملت عملية التصويت الحالية في مراكز الاقتراع طابعا "تاريخيا" من زاوية "جولة الإعادة" التي تشهدها البلاد للمرة الأولى، ويتنافس على كرسي الرئاسة اسمان اثنان فقط بالجولة الثانية، هما مرشح تحالف "الجمهور" الحاكم رجب طيب أردوغان ومرشح تحالف "الأمة" المعارض، كمال كليجدار أوغلو.
ومن غير الواضح كيف ستكون حظوظ كلا المتنافسين، في وقت يرجح مراقبون أن يحظى أردوغان بنسب تصويت أكبر، كونه حصّل الأغلبية البرلمانية في سباق 14 من شهر مايو، وكسب مؤخرا دعم منافسه السابق، مرشح "تحالف الأجداد"، سنان أوغان.
تحالف كمال كليجدار أوغلو
ومع ذلك يعتبر كليجدار أوغلو مرشحا لتحالف يضم ستة أحزاب، وإلى جانب ذلك يحظى بدعم كبرى الأحزاب الكردية في البلاد، والدعم الذي أعلن عنه مؤخرا زعيم "حزب النصر" القومي، أوميت أوزداغ.
وتعوّل أحزاب المعارضة ومرشحها كليجدار أوغلو، على إنهاء حكم إردوغان وحزبه، "العدالة والتنمية"، المستمر منذ 21 عاما، وبالتالي بدء "عهد جديد" في البلاد.
وفي المقابل، يسعى الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان إلى البقاء في الحكم والحفاظ على المكتسبات وتتويج مسيرة 21 عاما، والانتقال بها إلى القرن الثاني لتأسيس الجمهورية.
ماذا قال المتنافسان؟
أدلى أردوغان مع زوجته بصوته في إحدى المدارس الموجودة في منطقة اسكودار بالقسم الآسيوي من مدينة إسطنبول، وقال أمام حشد من الصحفيين: "أطالب مواطنينا بالحرص على المشاركة في عملية التصويت".
وأضاف: "تركيا قدمت نموذجا ناجحا في الديمقراطية عبر نسبة مشاركة في التصويت اقتربت من 90 بالمئة".
بدوره أدلى كليجدار أوغلو بصوته في أحد مراكز الانتخاب بالعاصمة أنقرة، وقال للصحفيين: "أدعو كل المواطنين إلى صناديق الاقتراع للتخلص من الظلم والاستبداد ولكي تأتي الديمقراطية".
وأضاف: "أنا متفائل. الديمقراطية ستأتي إلى هذا البلد".
الهيئة العليا للانتخابات التركية
وقال رئيس "الهيئة"، أحمد ينار للصحفيين، صباح الأحد: "نفكر في رفع الحظر عن نشر النتائج في ساعة مبكرة عقب إغلاق الصناديق".
وأضاف: "نتائج الانتخابات الرئاسية لن تتأخر في الظهور لأن مرشحين اثنين يتنافسان فيها فقط"، مشيرا إلى "إقبال كبير على جولة الإعادة"، وأن "العملية الانتخابية تسير بيسر ومن دون مشكلات".
ولا تشبه انتخابات الرئاسة الحالية سابقاتها على مدى العقدين الماضيين.
ولذلك يرى مراقبون وباحثون سياسيون أن وصف "التاريخية والمصيرية" الخاص بها يبدو واقعيا إلى حد كبير، وهو الذي أطلقه مرارا الرئيس التركي أردوغان، ومنافسوه في أحزاب المعارضة.
ولن تكون محطة "المصير" مرتبطة بواحد من المتنافسين فحسب، بل تنسحب على أردوغان من جهة ومنافسه كليجدار أوغلو من جهة أخرى.
ولم ينظّم إردوغان وأوغلو أي تجمعات كبيرة كما ساد مؤخرا، فيما اتجها لإطلاق تصريحات عبر وسائل الإعلام، ونشر الوعود من خلال حساباتهما الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
علاوة على ذلك، وضمن حالة التنافس التي فرضت نفسها خلال الأسبوعين الماضيين، كان لافتا اختيار السياسي القومي، سنان أوغان دعم إردوغان، بينما أعلن السياسي القومي وحليفه السابق، أوميت أوزداغ دعمه لكليجدار أوغلو.
وستفرض القاعدة التصويتية لكلا السياسيين القوميين نفسها على النتائج المنتظرة، وهو ما أشار إليه مسؤولو المعارضة والحكومة والمراقبون أيضا، مؤخرا.
وأطلق كلا المتنافسين خلال الأيام الماضية سلسلة رسائل ووعود، تقاطعت بقاسم مشترك بضرورة التوجه إلى الصناديق والإدلاء بالأصوات في "اليوم التاريخي".
الانتخابات الرئاسية التركية
يرى الباحث السياسي التركي، هشام جوناي، أن "الانتخابات الحالية مهمة بالنسبة لمسار أردوغان وكليجدار أوغلو".
وبحسب موقع «الحرة» قال جوناي: "كلاهما.. لو خسر ربما سيضطر إلى إنهاء المسيرة السياسية، بحكم العمر وبحكم السنوات الطويلة التي خاضها".
ويعتقد جوناي أن سباق اليوم حاسم، وأن من يخسر سينسحب من السياسة بشكل كلي.
ويضيف: "لا أظن أن أردوغان إذا خسر سيواصل المسار المعارض، وفي المقابل لو خسر كليجدار لن تقبل به المعارضة رئيسا لحزب الشعب الجمهوري بدورة انتخابية أخرى".
انهيار تحالف الأمة
"المشهد السياسي سيتغير بكلا الحالتين"، فيما يشير الباحث إلى أنه "في حالة خسارة المعارضة سيتبع ذلك إعادة هيكلية لحزب الشعب الجمهوري، وبداية التحضير لانتخابات البلديات المقررة في مارس 2024".
وستؤدي خسارة المعارضة أيضا إلى "انتهاء دور الطاولة السداسية (تحالف الأمة)، وربما سنشهد تحالفات جديدة في البرلمان"، وفق جوناي.
أما بالنسبة لأردوغان وتحالفه وفي حالة الخسارة "ستستمر الأحزاب المؤيدة له ضمن تحالف الجمهور بعرقلة كل قرارات الرئيس، إذا انتخب كليجدار أوغلو".
كما سيحاول تحالف "الجمهور" الحاكم "عرقلة مساره السياسي وولايته الرئاسية".
ويشير الباحث في السياسية الخارجية التركية، عمر أوزكيزيلجيك، إلى أن "انتخابات الرئاسة التركية تاريخية، بسبب النتائج التي ستفرضها على السياسة الداخلية"، وهو السبب الرئيسي وراء أهميتها و"العامل المصيري".
ولا يجد أوزكيزيلجيك أي ربط بين الوصف الذي يطلق عليها بناء على "الخارج"، إذ قال: "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، من المؤكد أن الانتخابات التركية سيكون لها نوع من التأثير، ولكن لا ينبغي المبالغة فيه".
ويضيف: "لا أتوقع أن تكون هناك انعطافة في أي احتمال للفوز"، وأن "الاختلافات الرئيسية ستكون من حيث النهج والأفكار العامة".
السياسة الخارجية لتركيا
وكانت الحكومة التركية استبقت الانتخابات الحالية بتعديل سياستها الخارجية، ليس مع دولة واحدة فحسب، بل مع مجموعة، من بينها السعودية والإمارات وإسرائيل ومصر.
ويختلف هذا المسار عما كان سائدا قبل عام 2020، بعدما انخرطت تركيا في العديد من الساحات، الأمر الذي انعكس على علاقاتها مع دول عدة.
وتحدد الانتخابات ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، بل أسلوب حكمها وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة كما ستحدد مسار سياساتها الخارجية.
الاقتصاد التركي أيضا في بؤرة التركيز، وفق وكالة "رويترز"، ويقول خبراء اقتصاديون إن سياسة أردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من قفزة الأسعار هي ما أدت إلى زيادة التضخم إلى 85 بالمئة العام الماضي وإلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد المنصرم.
وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها في ظل حكم أردوغان.
وأقامت أنقرة علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا على نحو متزايد.
كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية وأعلن إردوغان في 17 مايو، تمديد الاتفاق لمدة شهرين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.