البابا تواضروس يعود إلى أرض الوطن بعد رحلة رعوية استمرت 13 يومًا
وصل إلى مطار القاهرة الدولي مساء اليوم الأحد، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عائدًا إلى أرض الوطن بعد رحلة رعوية استغرقت ثلاثة عشر يومًا، زار خلالها الڤاتيكان وثلاث إيبارشيات قبطية في أوروبا.
والتقى قداسة البابا تواضروس الثاني، ببابا الڤاتيكان قداسة البابا فرنسيس وذلك بمناسبة مرور خمسين سنة على عودة العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، وعشر سنوات على أول زيارة لقداسة البابا تواضروس للڤاتيكان.
بينما شملت الجولة الرعوية إيبارشية تورينو وروما، وإيبارشية ميلانو، بإيطاليا، إلى جانب إيبارشية النمسا.
البابا تواضروس يصلي قداس عيد الصعود في النمسا
وصلى قداسة البابا تواضروس الثاني قداس عيد الصعود المجيد في كنيسة العذراء المنتصرة بالعاصمة النمساوية ڤيينا.
شارك في صلوات القداس من أحبار الكنيسة، إلى جانب أسقف النمسا نيافة الأنبا جابريل، أصحاب النيافة الأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، والأنبا أنيانوس أسقف بني مزار.
كما شارك في الصلوات عدد من الآباء الكهنة والرهبان وشعب الكنيسة.
وألقى قداسة البابا تواضروس عظة القداس وخلالها أشار قداسته إلى أن الكنيسة تحتفل بعيد صعود السيد المسيح إلى السماء بعد أربعين يومًا من عيد القيامة. وأن السيد المسيح خلال تلك الأربعين يومًا ظل يُحدث تلاميذه عن الأمور المختصة بملكوت السماوات، ويشرح لهم كيف تكون حياتهم بعد أن يصعد إلى السماء، وهذه الأمور تسلمناها من التقليد المقدس منذ أيام الآباء الرسل، كما أوضح أننا في عيد الصعود نرفع أعيننا ونشتاق إلى السماء، ونتذكر أن:
١- مسيحيتنا سماوية: لأن في حياة البشر ظهرت الفلسفات والأخلاق والديانات والمذاهب للارتقاء من الأرض إلى السماء، ولكن الإنسان عاش في الخطية منذ سقوط آدم فصارت حياته إلى التراب ولا يستطيع الوصول إلى السماء، إلى أن جاء الله متجسدًا وتأنس من أمنا العذراء مريم، وأعطى الإنسان القدرة والإمكانية أن يرتفع إلى السماء، لذلك بدأت مسيحيتنا من السماء، "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ (التجسد) حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ (الصليب)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ٣: ١٦)، وصارت السماء مفتوحة للإنسان، لذلك مسيحيتنا سماوية المنشأ وسماوية القصد (الهدف).
٢- عبادتنا سماوية: مثلما نصلي "أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ" (مت ٦: ٩، ١٠)، وأيضًا في صلوات القداس نقول:
- "قبلوا بعضكم بعضًا"، والتي نسميها "قبلة السلام"، وكأننا نتصالح مع كل أحد، "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت ٥: ٨)، فعلينا أن نُعبّر عن ذلك بالأفعال والأمانة في الجهاد الروحي.
- "أيها الجلوس قفوا"، وهي دعوة لكي يقف الإنسان من الخطية، "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ" (مز ١: ١)، فعلينا أن ننتبه لنداء التوبة.
- "إلى الشرق انظروا"، لأن الشرق هو موطن النور والموضع الذي سيأتي منه المسيح، "لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا" (في ١: ٢٣)، فالصلوات والتسابيح تجذبنا للسماء.
وأوصى قداسة البابا تواضروس بأنه يجب على كل أسرة أن تُربي أبناءها لكي يكون لهم نصيبًا في السماء.