"كاميرا ڤيتو" ترصد موسم حصاد أقدم الأشجار فى واحات الوادى الجديد
دوم الوادي، يقي من السرطان ويفيد في خفض مستوى السكر بالدم (فيديو)
دون أدنى تكلفة سوى أن أحدهم غرس بذرتها وتركها تنمو طبيعيًا، هى الشجرة العتيقة والتى تنبت منذ قديم الزمان فى مواقع عدة، وخاصة مدينة باريس والخارجة وقرى بولاق ومواقع أخرى بالوادي الجديد.
نخيل "الدوم"، يرجع تاريخها للعصور الفرعونية، وهو فاكهة أقدم من نخيل البلح الموجود بكثرة في الوادي الجديد، حيث تعتبر أشجاره معمرة وطويلة العمر، وعثر على فاكهة الدوم بمقابر المصريين منذ 5 آلاف عام، ويعد من أشهرها ما وجد في سلال مقبرة توت عنخ آمون.
وتشتهر محافظة الوادي الجديد بزراعة الدوم في بعض المزارع الخاصة بالمواطنين، وأثناء حصاد المحصول تباع ثمرة الدوم بجنيه واحد، ومتواجد لدى محلات العلافة بكافة المحافظات، وتنمو أفضل أنواع الدوم على الإطلاق بقرى المكس القبلي والبحري جنوب مدينة باريس، حيث يتواجد الدوم صغير الحجم سكري المذاق، عكس الدوم الآخر المتواجد في المناطق الأخرى والذي تقل فيه نسبة السكر.
يقول أحمد سعيد خالد، أحد المزارعين بواحة الخارجة، في حديثه لكاميرا " ڤيتو "، إن شجرة الدوم من الأشجار المعمرة بطيئة النمو ويصل ارتفاعها في بعض الأحيان إلى حوالي 30 مترا، ولها أوراق مروحية الشكل مليئة بالأشواك وثمارها في حجم البرتقال ولكنها صلبة وذات لون بني يميل للإحمرار، وللثمرة بذرة كبيرة صلبة بنية اللون ملساء، ويغلفها نسيج فلليني.. حلوة المذاق وتؤكل ولها استخدامات عديدة سواء في المجالات الطبية أو الاقتصادية وحتى الفنية.
وقال أحمد سعيد خالد،... ينمو نبات الدوم تلقائيا دون تدخل الإنسان فيه، ويفرح المزارعون بظهور هذه الشجرة في أراضيهم لأنها ذات مظهر جمالى وترتفع عن الأرض وتعطى ظلالا تسهم في خفض درجة الحرارة خلال فصل الصيف، كما أن ثمارها ذات قيمة اقتصادية ولا تحتاج إلى عمليات زراعية أو تلقيح أو تزميط مثل النخيل.
وأضاف، تستخدم أشجار الدوم حتى الآن في بناء وتسقيف المنازل وتصنيع الأثاث والأبواب في قرى الواحات في بناء منازلهم وحظائر الماشية الخاصة بهم، كما تستخدم أوراقها في صناعة السلال والأطباق والحبال، بالإضافة إلى أنها تستخدم في أسقف المنازل.
وأوضح أحمد، أنه في الغالب تنمو تلك الأشجار طبيعيا، دون تدخل الإنسان لزراعتها وتظهر فى شكل تجمعات، أما عند زراعتها فإنه يتم وضع بذورها في الأرض، حتى الإنبات الذي قد يتأخر عاما كاملا لصلابة غلاف الثمرة.
ويستخدم أهل الوادى الجديد أشجار الدوم فى عدة أغراض تتمثل فى الاستفادة من أخشابها منذ قديم الزمن لكونها تتميز بالصلابة الشديدة حيث تم العثور على ثمار الدوم فى المقابر المصرية القديمة بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم، وهناك العديد من رسومات الدوم على منقوشة على جدران حديقة أحد أتباع "نخب" فى تل العمارنة بمحافظة المنيا ولتميز أشجار الدوم بالمتانة، جعل أبناء الواحات يستخدمونه في سقف البيوت والأبواب، لأن خشبه لا يتأثر بالنمل الأبيض ويتم استخدامها فى صناعة الأبواب والسقائف أحد أهم ملامح الطراز المعمارى الواحاتى.
كما تستقطب أشجار الدوم الفنانين والنحاتين لأخشابها كأحد فنون النحت الراقية والصعبة التى يتميز بها فنانو الواحات دون غيرهم من الفنانين والذين يجدون صعوبة بالغة فى العمل والنحت والرسم على تلك الأخشاب الصلبة، حيث تصنع منها القطع الفنية بمختلف أنواعها.
ومن جانبه يقول الشاعر مصطفى معاذ الباحث في تاريخ الواحات بالوادى الجديد فى تصريح خاص لــ" ڤيتو " إنه يقوم باستخدام خشب الدوم فى أعماله الفنية، لأن هذا النوع من الخشب يتميز بقوته الشديدة ومرونته فى نفس الوقت، حيث يسهل على الفنان تشكيله ببراعة شديدة، وعلى الرغم من ندرته إلا أن كل قطعة من جذوع نخيل الدوم يمكن الاستفادة منها فى صناعة أعمال فنية رائعة.
ونشر محمود عبدربه الباحث في تاريخ الواحة، صورة تعود لسنة 1832 م من قصر الزيان التابعة لقرى بولاق.. ويظهر فيها اشجار الدوم المتناثرة على جوانب الغرود والسهول الرملية...
وقال من المعروف إن شجر الدوم ينمو في الغالب بدون زراعة في بولاق وقراها بشكل كبير وايضا ينمو في بعض قرى ومدن المحافظة بشكل عشوائي...
وشجرة الدوم من الأشجار المُعمّرة، التي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، فهو نخيل صحراوي نشأ غرب النيل في وادي الدوم غرب أسوان بنحو 200 كيلو متر علي طريق مصر والسودان، وفي الناحية الغربية الشمالية للخارجة بالوادي الجديد التي كانت قديما مزروعة بالدوم، وهو نبات معمر لآلاف السنين ويقال إن غارسه لا يأكل منه، لأنه يأخذ سنوات طويلة حتى يُثمر، تتعدى ثلاثة عقود، وهو نبات يتحمل درجة الحرارة العالية وقلة المياه لأن جذوره تمتد في أعماق الأرض لأكثر من 1000 متر، بحثًا عن المياه الجوفية.
لا تحتاج أشجار الدوم إلى تلقيح للثمار، ومن سعفها يتخذ أبناء الواحات حبالًا يخيطون بها أعمال الخوص، ويأكلون ثمرها، ويهادونه في مواسم القطع، ويقول الحاج أحمد زيدان، من قرية بولاق بالخارجة، إننا تربينا على دوم بولاق، فهو من الأشجار التي نقول عنها ‘‘بنت الخير’’، حيث يستخدم خشبها، بجانب فوائدها السابقة، في صناعة الأبواب، وأسقف البيوت.
الدوم نبات شاف لكثير من الأمراض، في مقدمتها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، كما أنه حافظ جيد لأعضاء البطن وبالأخص المعدة والأمعاء والكبد.
ينتمي الدوم إلى قائمة الثمار الصلبة الصالحة للأكل، والتي يعود تاريخها إلى العصر الفرعوني في مصر، ويدخل هذا النبات ضمن فئة أشجار النخيل ومن الثمار المفيدة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف ومضادات الأكسدة والزيوت الأساسية والفيتامينات والمعادن.
ويوضح الباحث وليم نظير في كتابه "تاريخ الثروة النباتية عند الفراعنة"، أن شجرة الدوم من الأشجار المعمرة وبطيئة النمو، ولأنها كانت تعيش فتره أطول حتى من النخيل، فقد كانت مقدسة عند الفراعنة وكان يطلق عليها "ماما"، كما أنها كانت لها استخدامات عديدة، فكانت ثمار الدوم من الفواكه المفضلة عند المصري القديم لمذاقها ورائحتها الجميلة، كما كانت تستخدم كعلاج لأمراض العقم عند النساء ولزيادة الخصوبة لدي الرجال، وغيرها من الأمراض.
وأوضح الخبير الأثري نصر سلامة أنه في العصر الفرعوني كان يحتفظ بثمار الدوم في سلال داخل المقابر، حيث أنها لا تتأثر أو تفسد بمرور الوقت، وقد تم العثور على كمية كبيرة من ثمار الدوم في مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وأيضا في مقبرة " كا ام نفر" من عصر الدولة القديمة، مؤكدا أنه من الصور الفنية الشهيرة لشجرة الدوم ما نراه بمقبرة "إيري نفر" بدير المدينة بالأقصر، حيث نرى صاحب المقبرة ينحني إلي الأرض ليشرب من مياه مجاورة لشجرة الدوم؛ ليُعطي معنى أنه يشارك شجرة الدوم في الماء الذي تشرب منه.
وتعتبر ثمرة شجر الدوم عالية القيمة الغذائية والدوائية، حيث أن عصيرها من المشروبات التي تنظم ضغط الدم تلقائيا وهي خاصية نادرة الحدوث في المشروبات الأخرى.
تشير الدراسات إلى أن الدوم يدخل ضمن العلاجات الدوائية الخاصة بمرضى السرطان، وأكدت الأبحاث أن مستخلص الدوم له القدرة على انضباط مستوى السكر بالدم؛ حيث إنه يزيد مستوى مادة الأديبونيكتين الذي يساعد في إنقاص نسبة السكر بالدم من دون التأثير على تركيز معدل الأنسولين.
وذكرت الدراسات أيضا أنه يساعد مشروب عصير الدوم في محاربة «الشوارد الحرة» مما يقي من التعرض إلى الأمراض السرطانية، والتقليل من مستوى السكر بالدم؛ لذلك فهو مثالي لمرضى السكري، كما يقي من الإصابة بتصلب الشرايين، ويقلل الالتهابات بفضل احتوائه على «الفلافونيدات»، ويسهم في إدرار البول والتخلص من السموم الموجودة بالكلى، فضلًا عن استعمال أوراقه في العديد من الاستخدامات العملية، مثل: عمل السلال والحبال، النجارة، وصناعة الأصباغ وتلوين الدهانات ومعاجين الأسنان.
وأوضحت أن الدوم شافٍ لكثير من الأمراض، في مقدمتها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، كما أنه مطهر جيد لأعضاء البطن وبالأخص المعدة والأمعاء والكبد, كما تستعمل أوراق شجرة الدوم في عمل السلال والحبال والتي يقوم بتصنيعها كبار السن من النساء والرجال بالقرى، ويقومون ببيعها لزوار الواحات من السياح العرب والأجانب.
أما الثمار فهى في حجم التفاحة أو أقل قليلا، لها قشرة بنية غامقة صلبة، وتكون طرية في بداية قطفها من الشجر، وخلال شهر تزداد صلابة كالحجارة، وتعالج حوالى ٢٠ نوعا من الأمراض، أشهرها على الإطلاق داء السكري، وتنظيم الضغط العالى، وهى مهدئ للقولون والمعدة.
وهناك مثل شعبي يقول إن غارس الدوم غالبا لا يأكل منه لأنه يثمر بعد ثلاثة عقود، أى ثلاثون عاما، فهي شجرة معمرة، حيث يصل عمرها إلى أكثر من مائة وخمسين عاما، كما أن أشجار الدوم ترمز للعمر الطويل، حيث يقال احيانا إن عمر فلان أطول من شجرة الدوم، وهى شجرة تشبه أشجار جوز الهند ويصل ارتفاعها احيانا إلى ١٥ مترا، ويطلق عليها في بعض الدول العربية اسم المقل، وتحمل حوالى ١٠٠ كيلو وأكثر من الثمار، وهى مقاومة للعطش وكافة الظروف المناخية الصعبة للغاية، خاصة ندرة المياه ودرجة الحرارة المرتفعة والمنخفضة، كما أنها مقاومة للأراضي المالحة ومقاومة للأمراض التى تصيب النباتات، ويصعب تسلقها من جانب الحيوانات نظرا لأن أخشابها شبه ملساء لا يمكن الصعود عليها، كما أن هناك شجرة دوم كبيرة تحيط بها أشجار دوم صغيرة تسمى الفروخ، بها أشواك حادة للغاية كأسنان المنشار تمنع الإنسان والحيوان من تسلقها.
نتائج الدراسات العلمية أثبتت أن نبات الدوم له فاعلية هذا النبات المصري الفرعوني القوي المعمر، حيث يستخدم كوب من الدوم المجروش أو المطحون الناعم في حله كبيرة على نار هادئة مع ملعقة كبيرة من السكر مع ربع كوب ماء مع التقليب المستمر حتى يحدث التحميص التام وتنزع الرطوبه ثم نضع الماء ويتم غلى الدوم لمدة لا تقل عن 3 دقائق من بداية الغليان ثم يصفى ويحلى بعسل النحل او السكر أو دبس البلح أو مسحوق التمر ويبرد ويشرب مثلج ويمكن إضافة اللبن على مستخلص الدوم بنسبة كوب إلى كوب ويشرب مثلج لافتًا إلى أن الخواص الطبية لنبات الدوم عديدة ومنها:
_ منظم لضغط الدم، ملطف للأوعية الدموية مسكن للآلام.
- يقلل نسبه الكوليسترول في الدم. رافع لمستوى الهورمون الذكري (التستوستيرون).
- مقوي للذاكرة ومنعش ومنقي للدم منظف للجهاز الهضمي ومنظف للصفراء والكبد والكلى والطحال.
يساعد على خفض نسبة الكوليسترول بالدم وهى من أهم الأمراض التي تسبب تصلب الشرايين بالقلب والمخ ومن هنا جاءت العلاقة القوية بين تأثير النبات كخافض للكوليسترول والضغط.
- له قدرة كبيرة فى زيادة الحيوانات المنوية والهرمون الذكري التستوستيرون عند الرجال.