ما لم يقله عمرو أديب!
بغير مقدمات مطولة.. هاجم الإعلامي الكبير عمرو أديب موقف المصريين -كل المصريين- من حفلات الرياض عامة وحفلة محمد فؤاد خاصة.. وقد هوجم بشدة على شبكات التواصل! أديب يندهش من الحملات التي تطول كل من يشارك في مهرجانات الشقيقة السعودية رغم أنها عناوين لمحبة الأشقاء هناك للمصريين..
والأمانة تقتضي التوقف عند بعض الملاحظات.. فحفلات عديدة أقيمت في العاصمة السعودية كانت محل ترحيب واحتفاء ومشاركة شعبية كبيرة من أبناء شعبنا ربما آخرها كانت حفلة تكريم الموسيقار والمبدع الكبير الراحل محمد الموجي.. وقد سهروا حتى الساعات الأولى من الصباح سعداء بما يجري.. وهكذا كان الحال مع حفلة أنغام وغيرها.
الملاحظة الثانية تختص برغبة قطاعات كبيرة من شعبنا أن ينشط المعنيين بالأمر في بلادنا -وزارة الثقافة مثلا- بتنظيم مماثل وشعار هؤلاء "بضاعتنا ونحن أولى برعايتها" وهذه مشاعر عاطفية لها تقديرها دون أن تعني احتكار فننا والتعالي بقوانا الناعمة على الأشقاء. أبدا أبدا.
الثالثة: غضب شعبنا على تمثيل البعض له بغير الصورة المفترضة واللائقة! خصوصا أن الفنان صورة تنطبع في أذهان الكثيرين باعتبارها تمثل شعبها.. وقد ترسخت تلك الصورة بشكلها الصحيح عبر قرن مكتمل من محمد عبد الوهاب إلى أنور وجدي وحسين صدقي وفريد شوقي ومحمد فوزي وكمال الشناوي وشكري سرحان ورشدي أباظة وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ ومحمود يس ونور الشريف ومحمود عبد العزيز إلي الكثيرين من جيل الثمانينات والتسعينيات حيث الثقافة والأناقة والشياكة و.. والرجولة!
فتن الحروب الجديدة
الرابعة وهي الأهم على الإطلاق وهي أم المشاكل والأزمات: وجود هيمنة من قوى شريرة علي شبكات التواصل توجهها -بكل أسي- كيفما شاءت.. في رغبة عارمة للفتنة بين الشعب العربي في كل مكان. في وقت تتجه فيه البلاد العربية إلى حالة غير مسبوقة لربع قرن من وحدة الصف.. حتى نجحت اللجان الإلكترونية الشريرة فعلا في إشعال معارك كنا في غنى عنها..
وسعي خبيث لإظهار شعبنا على غير طبيعته السمحاء وطباعه الطيبة الكريمة المضيافة وتصويره بالباطل كأنه "سوداوي عنصري شتام"! ولذلك نقول دائما إن حالة شعبنا خارج التواصل الاجتماعي ليست الصورة الصحيحة والصحية فحسب بل صورته الحقيقية التي يمكن قياسها والحكم عليها.. لكن ومع ذلك نحتاج لحل للدسائس والفتن التي تتم على التواصل..
الخلاصة: شعبنا طيب يقدر من يحبه.. والأشقاء العرب في كل مكان يحبوننا ويحبون بلادنا وهي مفتوحة لهم مستثمرين وسياح وضيوف كما أن أراضيهم مفتوحة لنا كخبرات وقوى عاملة مهمة تساهم في بناء وتنمية الدول الشقيقة..
إنها سطور لا تبغي إلا تقديم صورتنا الحقيقية وكذلك التحذير للمرة الألف من فتن الحروب الجديدة على ساحة التقاء الناس على هذه الشبكات.. والتي يقع فيها بعض الطيبين هنا وهناك.. وتحتاج إلي حلول ومواجهات عاجلة وفعالة.. ولا يمكن بحال استبعادها أو خصمها من أي حساب أو تقييم للمشهد كاملا.. كاملا!