والذين لم يهربوا!
شىء طيب وإيجابي يستحق الإشادة أن نهتم بلاعب هرب خارج البلاد لينضم إلى منتخب بلد آخر يلعب باسمها ويجد فيه اهتماما به ورعاية له ليحرز الميداليات الذهبية.. فإن استعادة الوطن لابنه الشاب الصغير أمر مهم جدا ليس فقط لأننا نستعيد مشروع بطل رياضى وإنما نعيد زرع الثقة في نفوس شبابه!
لكن بعد ذلك يطرح نفسه السؤال الذى لا مفر به، وهو وماذا عن اللاعبين الصغار الشباب الذين افتقدوا الرعاية والاهتمام داخل وطنهم من قبل المسئولين عنهم رياضيا ولم يهربوا إلى خارج البلاد؟ أليس هؤلاء يستحقون مثل لاعب المصارعة الهارب ذات القدر من الاهتمام والرعاية أيضا، وهم مازالوا يعانون من شُح الاهتمام وفقر الرعاية ومع ذلك لم يهربوا إلى الخارج؟
لقد تكرر حادث هروب لاعبين من قبل خارج البلاد بسبب نقص الرعاية وقلة الاهتمام أو بالأصح ندرة الاهتمام.. وهذا يعنى أن لدينا مشكلة عامة ولسنا إزاء مشكلة فردية.. وهذه المشكلة تحتاج إذن لحل من المسئولين عن الرياضة التى تعانى خللا واضحا..
حيث نمنح لاعب الكرة ملايين الجنيهات ونبخل بحفنة من الجنيهات على لاعب الرياضيات الفردية التى تجمع لنا الميداليات في المنافسات الرياضية، ونحول لاعب الكرة إلى نجم مشهور تهتف الجماهير بإسمه ليل نهار ونعامل لاعبى الرياضات الفردية وكأنهم لا حاجة لنا بهم ولما يحرزونه لنا من ميداليات!
والحل لهذه المشكلة لابد وأن يتيح الاهتمام لهؤلاء اللاعبين حتى لا يحاكون من هربوا خارج البلاد، أو حتى لا يصيبهم اليأس من إحراز النجاح والتفوق داخل بلدهم ولا يبحثون عنه خارجها.. وهذا الحل يجب أن يكون نهجنا جميعا ونحن نتعامل مع كل شبابنا، سواء الباحثين منهم عن فرصة عمل أو دخل مناسب من العمل أو الباحثين عن تفوق ونجاح في شتى المجالات، الرياضية وغير الرياضية.. فهؤلاء هم مستقبل هذا الوطن..