هكذا شكل أحمد عرابي خطرا داهما على النفوذ الأجنبي في مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1882 قدم قنصلي المملكة المتحدة وفرنسا في مصر مذكرة يطلبان فيها بإبعاد الزعيم أحمد عرابي عن مصر مع بقاء رتبته ومرتبه وإرسال «علي باشا فهمي» و«عبد العال باشا حلمي» إلى الأرياف وذلك بعد اندلاع الثورة العرابية.
عن أحمد عرابي
ولد في 31 مارس عام 1841 ولد الزعيم أحمد عرابي، في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، وعهد به والده الذي كان عمدة القرية إلى صراف القرية الذي كان يدعى ميخائيل غطاس، حيث دربهُ على العمليات الحسابية والكتابية ومكث يتمرن على يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية.
دخل الأزهر في نوفمبر 1849م، ومكث فيه أربع سنوات أكمل خلالها حفظ القرآن، وأجزاء من الفقه والتفسير، وتوفي والده في 23 يوليو 1848م إثر إصابته بوباء الكوليرا عن سن 63 عامًا، وكان أحمد عرابي آنذاك يبلغ من العمر 8 سنوات، وتولى أخوه محمد الإنفاق عليه وكان مصدر عيش الأسرة ريع 74 فدانًا تركها والده.
حين أمر محمد سعيد باشا بإلحاق أبناء المشايخ والأعيان بالجيش المصري ضمن جهوده للمساواة بين الشركس والمصريين، التحق أحمد عرابي بالخدمة العسكرية في 6 ديسمبر 1854م وبدأ كجندي بسيط، ولحسن حظه عين ضابط صف بدرجة أمين بلوك «مساعد حاليًّا».
واستفاد أحمد عرابي من نظام الترقي بالامتحانات، ووصل إلى رتبة ملازم ثاني بعد أربع سنوات فقط في الخدمة، ثم ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة في عهد سعيد باشا، حيث حصل خلال عام 1859م على ترقيتين هما يوزباشي «نقيب حاليًّا» وصاغ «رائد حاليًّا».
وخلال عام 1860م رقي إلى بكباشي «مقدم حاليًّا» ثم إلى قائمقام «عقيد حاليًّا» وهو لم يكمل العشرين عامًا.
كان سعيد باشا يثق بعرابي إلى درجة أنه كان يشركه معه في ترتيب المناورات الحربية، ووصلت درجة التقارب بينه وبين سعيد باشا أن أهداه كتابًا عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوبًا باللغة العربية
سبب قيام الثورة العرابية
في 9 سبتمبر 1881 وصلت الثورة العرابية إلى ذروتها، حيث تحركت جميع الوحدات العسكرية المتمركزة في القاهرة إلى ميدان عابدين مع أحمد عرابي، بمشاركة عدد كبير من أبناء الشعب المصري بكل طوائفه نتيجة نمو الوعي القومي وسخط الشعب من سوء الأحوال الاقتصادية.
ووصل أحمد عرابي أمام قصر عابدين وخرج الخديوي توفيق ومعه القنصل البريطاني والمراقب المالي البريطاني وسط حرسه الخاص، وأعلن أحمد عرابي مطالب الثورة العرابية والجيش والشعب المصري للخديوي توفيق، وهي: عزل وزارة رياض باشا وإنشاء مجلس نواب على النسق الأوروبي، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي طبقًا للفرمان السلطاني.
رد الخديوي على مطالب الثورة العرابية قائلًا: «كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا» فرد عليه عرابي قائلًا «لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقار فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».
بعد مناوشات كبيرة، استجاب الخديوي لمطالب الأمة التي أعلنها قادة الثورة العرابية وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلًا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في14 سبتمبر 1881م، وكان محمود سامي البارودي وزيرًا للحربية بها، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده.
محاكمة قادة الثورة العرابية
اشتعلت الصراعات بين قادة الثورة العرابية والإنجليز، واندلعت معارك انتهت بدخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصل الخديوي لقصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 وعقدت محاكمة لأحمد عرابي وبعض قادة الجيش في المعركة وبعض العلماء والأعيان.
كان قائد الثورة العرابية أحمد عرابي قد احتجز في ثكنات العباسية مع نائبهِ طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه، وخفف الحكم بعد ذلك مباشرة بناء على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين إلى النفي مدى الحياة إلى جزيرة سرنديب (جزيرة سيلان).
وانتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي - حيث أشرف على محاكمة قادة الثورة العرابية وخاصة أحمد عرابي، ونفاه الأسطول البريطاني مع زملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى جزيرة سريلانكا (سيلان سابقًا) حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات.
بعد ذلك نقل قائدًا الثورة العرابية أحمد عرابي والبارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة، أما من ساندوا عرابي أو قاتلوا معه أو حرضوا الجماهير على القتال من العلماء مثل الشيخ محمد عبده والعمد والأعيان فقد كان الحكم أولًا بقتل من أسموهم رؤس الفتنة من هؤلاء وعزل الباقين ثم خفف الحكم لعزل الجميع فعزلوا من مناصبهم وجردوا من نياشينهم وأوسمتهم ومنهم القائد العسكري إبراهيم فوز.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.