رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد سعفان.. الرجل العملاق

أدهشنى اختيار الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة للدكتور أحمد سعفان أستاذ المسالك البولية بجامعة عين شمس ليصبح رئيسا لقطاع الطب العلاجى بوزارة الصحة، وهو القطاع الأضخم في الوزارة خصوصا وأن سيادته كان قد أعفى منه بعدما  شغله أقل من عامين في عهد الدكتور أحمد عماد وزير الصحة الأسبق.


والدكتور أحمد سعفان قصة مثيرة للغاية، فهو يشغل عددا من المواقع والمناصب لو قضى عشر دقائق في كل واحد منها لاحتاج عمرا يضاف إلى عمره حتى يمضى في كل واحدة قليلا من الوقت لمتابعة مهام منصبه، وهو موجود أينما تولِّ وجهك في واحدة من أعجب الظواهر.
 


الأكثر إثارة في حكاية أحمد سعفان أن السيرة الذاتية التي وزعتها وزارة الصحة كانت كفيلة وحدها باختيار قيادة أخرى، فقد شغل المذكور أعلاه منصب نائب مدير مستشفى الدمرداش في الفترة من عام 2008 وحتى 2013 وتولى منصب مدير عام مستشفيات جامعة أسوان من العام 2012 وأعفى في عام 2013 من هذا الموقع.

احتكار المناصب


وفي عام 2014 أصبح رئيسا للإدارة المركزية للطب العلاجى بوزارة الصحة بقرار من الدكتور عادل عدوى وزير الصحة في ذلك الوقت عن طريق الندب، رغم أن سيادته ليس واحدا من أبناء الوزارة ولم يتدرج في مناصبها وهو الأمر الذي أدى إلى إعفائه من هذا المنصب في العام التالي.


ويبدو أن أحمد سعفان لديه من الخبرات والمهارات ما يجعله قادرا على ما لا يقدر عليه غيره فقد استدعته وزارة الصحة إلى هذا الموقع المهم وقالت في أوراق اعتماده أو تقديمه إلى الجماهير أنه يترأس عددا من الجمعيات الأهلية الخيرية منها رئاسته لجمعية مدينة نصر ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية ورئيسا لمجلس إدارة الجمعية الشرعية بمصر الجديدة.


لم تتوقف مواقع ومناصب المذكور عند هذا الحد، فهو أيضا رئيس مجلس إدارة جمعية ابن النفيس بطنطا منذ عام 2015 وحتى تاريخه، ولم يذكر البيان عددا آخر من مناصب الدكتور أحمد سعفان ومواقعه وهو ما يجعلنا نسأل الدكتور سعفان نفسه وهل هو عضو مجلس إدارة في أي من شركات الأدوية وعدد آخر لدينا بيان تفصيلي به في جمعيات أخرى.


المدهش في الموضوع أن الإدارة التي تولاها سيادته هي واحدة من أهم الإدارات وأضخمها فقد أصبح سيادته مسئولا عن كل المستشفيات المركزية والعامة في كل محافظات مصر وإذا كان سبب تولية سيادته هذا المنصب هو شغله من قبل فقد ارتأى وزير سابق أنه لا يصلح وأعفاه منه فور توليه الوزارة.
 

هل لدى الدكتور أحمد سعفان ملكات ومواهب لا يملكها غيره، وهل لدى سيادته من الوقت ما يجعله قادرا على الإيفاء بكل متطلبات مناصبه المتعددة، وهل يتقاطع عمل سيادته مع مناصبه الأخرى في الجمعيات الطبية الأهلية المتعددة والمتشعبة في محافظات مصر، وألا يتعارض عمل سيادته في إدارة حكومية مع عمله في مجالس إدارات الجمعيات وشركات الأدوية إن وجدت؟!


هل عقمت مصر ولم تنجب مثل أحمد سعفان؟ وهل خلت وزارة الصحة من الكفاءات القادرة على تحمل ما تحمله هو؟ ألا يعد ذلك إهدارا لحقوق من قضوا حياتهم في وزارة الصحة ولم تغرهم أعمال أخرى أكثر ربحا خارج الوزارة؟ وهل يمكن لسيادته أن يقوم بما كان يقوم به العملاق الأخضر في المسلسل الأمريكي الشهير.


ألا يعد ذلك تكويشا واحتكارا من ناحية وتهميشا لقيادات غيره من ناحية أخرى من حقها أن تنال نصيبها من الإدارة في واحدة من أهم وزارات مصر، وزارة مسئولة عن علاج 110 ملايين بنى آدم؟.. أظن أن في القضية كلاما آخر سنعود إليه.

الجريدة الرسمية