على هامش القمةْ العربية
رصد المراقبون والمتابعون عدة ملاحظات ذات دلالة على هامش قمة جدة التى انعقدت أمس.. وأول هذه الملاحظات تتعلق بمن غاب عن القمة وأبرزهم رئيس دولة الإمارات التى سبق أن نظمت قمة خليجيةَ مصريةَ أردنية العام الماضى، وغاب عنها ولى العهد السعودي محمد بن سلمان.. كذلك غاب الرئيس الجزائرى تبون عن قمة جدة، ومن قبل غاب ولى العهد السعودي لأسباب صحية كما تعودنا عن قمة الجزائر التى عقدت في نوفمبر الماضى.
ورغم حضور أمير قطر قمة جدة إلا أنه لم يلق كلمة وغادر القمة مبكرا قبل أن يلقى الرئيس بشار الأسد كلمته في القمة التى قلل فيها من شأن الأحضان، وأكد على أهمية الانتماء.. وهذه الملاحظة الثانية.
بشار وزيلينسكي
أما الملاحظة الثالثة فهى تتمثل في عدم وضع الوفد السورى برئاسة الرئيس بشار الأسد سماعات الترجمة فى آذانهم عند إلقاء زيلينسكى كلمته أمام القمة، وبالتالى لم يسمعوها.. وربما يفسر لنا ذلك أن زيلينسكى ذكر في كلمته هذه أن هناك دولا عربية لا تؤيد أوكرانيا.
وبهذه المناسبة فإن زيلينسكى وهو يلقى كلمته نبهه رئيس القمة ولى العهد السعودي أنه تجاوز الوقت المحدد لكلمات المشاركين في القمة، والذى لا يتجاوز خمس دقائق فقط، وحدث أن رئيس القمة منح الكلمة الأولى للرئيس الأوكراني في القمة.. وهذه الملاحظة الرابعة.
وفيما يتعلق بكلمة زيلينسكى أيضا فقد لوحظ أنها خلت من أى إشارة ولو غير مباشرة لقضية العرب الأولى والأساسية وهى القضية الفلسطينية، رغم أنه وهو يتحدث عن بلاده اهتم أن يتحدث عن رفض ضم أراضى الدول من قبل دول أخرى بالقوة العسكرية.. وهذه هى الملاحظة الخامسة.
أما الملاحظة السادسة فقد تمثلت في أن آخر من استقبلهم ولى العهد السعودي من المشاركين في القمة كان هو الملك عبدالله ملك الاْردن واصطحبه حتى المكان المخصص لالتقاط الصورة التذكارية للقمة، بينما اهتم الأمير محمد بن سلمان أن يرافق الرئيس السيسي وهو يدخل قاعة القمة بعد التقاط الصورة التذكارية.
بينما كانت الملاحظة السابعة تتعلق بالقبلات التى استقبل بها الأمير محمد بن سلمان الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا يعبر عن الموقف السعودي الجديد من سوريا ، والتى شهد منذ نوفمبر الماضى -الذى شهد عقد قمة الجزائر- تغييرا كبير لعله شجع على إطلاق اسم قمة التجديد والتغيير على قمة جدة.
ثم تأتى الملاحظة الثامنة في أن من مثل السودان فى القمة كان مندوبا عن البرهان وليس حميدتى.. أما غياب البرهان عن المشاركة بنفسه فهو أمر مفهوم في ظل الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
والملاحظة التاسعة يمكن استخلاصها من كلمةَ الرئيس السيسيالقضية الفلسطينية أمام القمة والتى تركزت كلها على التهديدات التى تواجه الأمن العربى ولم تتطرق لشأن مصرى خاص.
وأخيرا الملاحظة العاشرةَ وتتعلق بأنه رغم عدم تواجد الملك سلمان في فعاليات القمة فقد كان هناك حرص من كل المتحدثين على توجيه الشكر له ومن بعده ولى العهد السعودي على كرم الضيافة.