زيلينسكى تريند القمة العربية!
جاءت مشاركة الرئيس الأوكراني زيلينسكى في قمة جدة العربية، لتجعل منه التريند بدلا من الرئيس السوري بشار الأسد الذى عاد لحضور القمة العربية بعد غياب طال لاثنى عشر عاما مضت.. هذا ما رصدته وسائل إعلام غير عربية وهى تذيع خبر مشاركة زيلينسكى فيها، والتى تمت بدعوة من الدولة المضيفة والتى تترأس تلك القمة..
وعزز من هذا الانطباع أن زيلينسكى كان المتحدث الأول أمام القمة بعد كلمتى رئيس القمة السابقة والحالية والأمين العام للجامعة العربية، وهى الكلمةْ التى حاول فيها استمالة الدول العربية لتبنى الموقف الأوكراني لإنهاء الحرب الدائرة مع روسيا.. أى أن مشاركة زيلينسكى في قمة جدة لم تكن مشاركة عابرة، وإنما حظيت باهتمام واضح من رئاسة القمة..
وهو ما يهدأ بعضا من ضيق الأمريكان لمشاركة بشار الأسد في القمة بعد عودة سوريا للجامعة العربية، والتى كانت هى الحدث الأهم في تلك القمة التى أطلق عليها قمة التجديد والتغيير، حتى جاءت مشاركة زيلينسكى فيها لتسحب مشاركة بشار الأسد القدر الأكبر من الاهتمام الذى كانت ستحظى به. وقد ظهر هذا في تأخر ترتيب الرئيس السورى في إلقاء كلمته على عكس زيلينسكى الذى كان المتحدث الأول أمام القمة.
لكن بعد مرور بعض الوقت سوف يجد المتابع للأوضاع العربية أن مشاركة بشار الأسد في قمة جدة هى الحدث الأهم في هذه القمة، حتى وإن لم يتم ربط عودة سوريا للجامعة العربية بتطبيع الدول العربية لعلاقاتها معها..
فإن الدول العربية، خاصة الدول الفاعلة فيها ومنها السعودية، ليس من مصالحها أن تنخرط في معاداة روسيا كما تأمل أمريكا منها، فى ظل مرحلة يعاد فيها تشكيل النظام الدولى، وتحتاج فيها لأن تحتفظ بعلاقات طيبة مع روسيا. وقد ظهر ذلك بوضوح مسبقا فى رفض دول عربية عديدة في مقدمتها مصر الانخراط فى العقوبات التى فرضتها أمريكا وأوروبا على روسيا، ورفض دول أوبك ومنها السعودية زيادة إنتاج النفط للسيطرة على أسعاره.