رئيس التحرير
عصام كامل

محمود بكري وقد عرفته!

هذا الراحل الكريم انتهت رابطة العمل معه بجريدة الأسبوع نهائيا في 2005.. وذهبت لتولي مسئولية صحيفة وليدة في مؤسسة أخرى.. لكن بقيت رابطة العيش والملح والعشرة والأخوة والعلاقة الطيبة والصداقة وظلت المكاتب مفتوحة حتي نقتسم فيها جميعها عند الضرورة.. الحلوة والمرة!


هذا الراحل الكريم شق طريقه بشق الأنفس.. عرفته -مهنيا ولذلك حديث آخر- إسما لامعا كبيرا وقت كان الإرهاب في أيام صعبة خلت.. يضرب في مصر كلها ليشرف علي أول ملف قدمته للأحرار اليومية.. ولنتعلم أولي أصول العمل الصحفي الحقيقي.. ولنري كيف يكون الإخلاص للمهنة وكيف تكون الصنعة علي أرفع ما يكون!


هذا الراحل الكريم -وكان كريما فعلا- امتلك من الحياء ما يكفي قبيلة كاملة.. حتي لا تراه -ولم نره- مرة واحدة.. سليط اللسان أو يمزح خارج حدود الأدب أو حتي يختلف -وكثيرا اختلفنا في العمل وحوله- بعيدا عن حدود اللياقة!
 

هذا الراحل الكريم لم يتخلف ولم يقصر معنا في مناسبة واحدة.. في فرحي حضره مع شقيقه الكاتب الكبير مصطفي بكري -مع حفظ كل الألقاب- وظل حتى نهايته.. كان من المستحيل أن يغادره فكان الفرح -وهذه من الذكريات اللطيفة التي كنا نتذكرها كل حين- في باخرة طافت النيل طوال المساء! 

 

وفي حزني.. فهذا الرجل حضر عزاء والدي في القاهرة بمسجد الحامدية الشاذلية وبقي -مع شقيقه ومع كتاب كبار وشخصيات عامة كالنائب الدكتور محمد عبد الغني والاعلامي أيمن عواد وكالأساتذة جمال أبو عليو ومحمد أمين وبلال الدوي وأحمد أبو صالح وأشرف أنور والمستشار ضياء العطيفي والمحاسب جميل الشريف-  حتي ختامه وحتي آخر آية قرآن تلاها المقرئ! 

 

وهذا الراحل الكريم  جاء بصحبة شقيقه مصطفي إلي بيتي قبل سبعة عشر عاما كاملة يحمل لابنتي -الأولي والأخيرة والوحيدة- عقب وصولها للدنيا أجمل هداياها!

 


هذا الرجل.. هذا الراحل الكريم.. يستحق حديثًا طويلًا.. فالذكريات معه -وكلها في حب الوطن والناس والمهنة- أكبر من استيعابها في مقال واحد! 
إلي جنات النعيم أستاذى العزيز.. ولينزل الله السكينة علي عائلته.. وليمنحهم الله جميعا وكل محبيه وتلاميذه كل الصبر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

الجريدة الرسمية