رسالة البابا تواضروس الثاني لملك بريطانيا بعد تتويجه
هنأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جلالة الملك تشارلز الثالث، وجلالة الملكة كاميلا، بمناسبة تتويجهما ملكًا وملكة لإنجلترا وبريطانيا العظمى والكومونولث البريطاني.
وأوضحت الكنيسة في بيانعا "نثق أنهما سيبذلان قصارى جهديهما في استكمال الجهود التي تتطلبها هذه المكانة الرفيعة للمساهمة في جعل العالم مكانًا أفضل، وسط الاضطرابات العديدة التي يشهدها عالمنا اليوم".
وتوج الملك تشارلز الثالث، اليوم السبت، ملكا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر بالعاصمة لندن ضمن أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عاما وفي مراسم شهدها العالم أجمع ويعود تاريخها إلى ألف عام.
كرسي سانت إدوارد
وأظهر التوويج الذي يحيي تقاليد ظلت طيلة ألف عام وأتسم بالفخامة والروح الملكية التاريخية استخدام كرسي سانت إدوارد التاريخي الذي صنع منذ أكثر من 700 عام واستخدم أول مرة عند تتويج الملك إدوارد الثاني في 1308.
وجلس الملك وزوجته كاميلا في مراحل مختلفة من المراسم على كراس تاريخية أخرى.
كراس تاريخية لتتويج ملك بريطانيا
وسبق وأن قال القصر الملكي البريطاني إن الكراسي التي استخدمت خلال الأجزاء الأولى من المراسم وتلك التي استخدمت لتتويج كاميلا كانت قد صنعت لتتويج والدة تشارلز الملكة إليزابيث في 1953.
كما جلس تشارلز وكاميلا أيضا على كرسيي العرش خلال بعض خطوات مراسم التتويج. وكان هذان الكرسيان قد صنعا لتتويج الملك جورج السادس وزوجته الملكة إليزابيث التي عرفت فيما بعد باسم الملكة الأم، في عام 1937.
وقال القصر إن كراسي المجموعة الملكية "تم ترميمها وتكييفها حسب الحاجة".
كرسي التتويج
ويعتقد أن كرسي التتويج، الذي يعرف أيضا بكرسي الملك إدوارد أو كرسي القديس إدوارد، هو أقدم قطعة أثاث لا تزال تستخدم لغرضها الأساسي في المملكة المتحدة. وقد تُوج على ذلك الكرسي 26 ملكا.
صنع الكرسي عام 1300 م بناء على أوامر الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا لكي يوضع به "حجر القدر" الذي أُخذ من مكان بالقرب من بلدة سكون الاسكتلندية.
وأعيد الحجر - وهو رمز عتيق للملكية الاسكتلندية - إلى اسكتلندا في عام 1996، ولكن من المقرر أن ينقل إلى لندن لاستخدامه خلال الاحتفالات.
وأثناء مراسم التتويج، يوضع الكرسي المصنوع من خشب البلوط (السنديان) في منتصف الأرضية التاريخية المصنوعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصور الوسطى ويطلق عليها اسم "الرصيف الكوزماتي"، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيدا على الطبيعة الدينية للاحتفال.
تتويج الملك تشارلز الثالث
ووضع جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري تاج سانت إدوارد المصنوع قبل 360 عاما على رأس الملك تحت أنظار نحو 100 من رؤساء الدول وكبار الشخصيات ومنهم السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن، فضلا عن ملايين المتابعين عبر شاشات التلفزيون.
وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفا لوالدته الملكة إليزابيث عقب وفاتها في سبتمبر وأصبح في سن الرابعة والسبعين أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه ذلك التاج ويجلس على كرسي العرش الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في كنيسة وستمنستر، كما تشمل المراسم تتويج زوجته الثانية كاميلا (75 عاما).
وعلى الرغم من أن المراسم تضرب بجذورها في التاريخ فإن القائمين عليها يحاولون تقديم صورة لنظام ملكي وأمة يتطلعان إلى المستقبل.
وتُوج تشارلز على غرار 40 من أسلافه في كنيسة وستمنستر، التي شهدت جميع مراسم التتويج بالبلاد منذ وليام الفاتح في عام 1066، وهذه هي المرة الثانية فقط التي تُبث فيها المراسم عبر التلفزيون.