مصري عائد من السودان يروي لحظات الرعب: 5 أيام بالمنازل دون كهرباء أو ماء.. والانفجارات تهز الحوائط (فيديو)
لم يكن السودانيون وحدهم من تأثروا بالحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت منذ قرابة الشهر، لكن تلك الاشتباكات ألقت بظلالها على العديد من المصريين المقيمين في السودان بسبب العمل.
أيمن محمد أحد المصريين الذين كانوا يعملون في مطار الخرطوم الدولي إبان وقوع الاشتباكات، حيث يعمل شيف لإعداد وجبات الطعام للمسافرين بإحدى الشركات السودانية التي أبرم معها تعاقدًا قبل عامين.
التاسعة صباح يوم السبت ذلك التاريخ الذي ما زال يتذكره ابن مركز أشمون، عقب سماعه دوي الانفجارات وأصوات الطلقات والقذائف التي تتزايد بغزارة دون أن يدري أحد في تلك اللحظات المرعبة ماذا يحدث.
صدرت التنبيهات بعد وقت ليس بالقليل بعدم مغادرة المنازل أو فتح النوافذ أو حتى الخروج حرصًا على أمان الجميع ثم توالت عناوين الأخبار وبدا لأن الأمر لن يكون طارئًا أو عابرًا وأن الأوضاع ستتحول إلى الأسوأ بمرور الوقت.
بدأت العائلة والأشقاء فى محافظة المنوفية يطمئنون على نجلهم الذي ما زال موجودًا في وسط تلك الاشتباكات ليطمئنهم بأنه في مأمن وأنه ورفقاؤه يبحثون عن طريق للعودة إلى أرض الوطن ريثما يجدوا السبيل لذلك.
انقطاع الكهرباء والمياه
انقطع التيار الكهربائى كما انقطعت المياه واضطرت الشركة التي يعمل بها رفقاء أيمن الـ 14 شخصًا بمطار الخرطوم إلى البحث لهم عن طرق آمنة يتثنى لهم السير فيها بلا خطر على حياتهم حتى ترجلوا قرابة الـ 6 كيلومترات للوصول إلى حيث السكن الخاص بهم.
5 أيام كاملة قضاها أيمن ورفقاؤه المصريين بلا خروج من المسكن، لكنهم اضطروا لذلك بحثًا عن المياة بعد أن نفذت كافة الزجاجات التى كانت بحوزتهم، وأصبح لا بديل لديهم سوى الخروج تحت القذائف أو الموت عطشًا في أماكنهم، حتى التقوا بأفراد من القوات المسلحة السودانية وزدهم بما يحتاجون من المياه.
مولد كهرباء خاص بالعقار هو الوسيلة الوحيدة لأيمن وزملاؤه للتواصل مع ذويهم ومعرفة أخبار ما يحدث، حيث كانوا يقومون بتشغيله لمدة ساعة واحدة فقط بسبب نقص السولار وذلك من أجل شحن هواتفهم للبقاء متصلين بالمصريين الموجودين هناك وبأقاربهم.
مغادرة الخرطوم
إجتمع أيمن وزملاؤه بعد إخبارهم من قبل الشركة العاملين بها بضرورة الخروج من الخرطوم للهروب من الاشتباكات وتباحثوا الأمر حتى توصلوا لقرار بالخروج إلى مكان آمن إلى حد ما يسمى الجزيرة في ضيافة أهل السودان واستغرق ذلك السير على الأقدام لمدة 26 ساعة كاملة.
لم يتردد أهل منطقة الجزيرة فى استضافة أيمن والمصريين رفقائه وقدموا لهم الطعام كما قاموا بذبح رؤوس من الماشية لطهيها لهم ليكرموا ضيافتهم على الوجه الأمثل حتى تحين لحظة خروجهم للعودة لمصر.
وصلت الأنباء بتسيير رحلات على مطار بور سودان وأحضر أهل الجزيرة باص لينقل أيمن وزملاؤه إلى المطار ولم يغادروا إلا بعد أن اطمأنوا أن القوات المسلحة المصرية تسلمتهم وجارٍ استخراج الأوراق اللازمة لإعادتهم لمصر.
القوات المسلحة المصرية
الزي العسكري المصري كان هو مصدر الأمان في تلك اللحظات العصيبة لأيمن ومن معه حيث زال الخوف واطمأنوا كثيرًا عندما رأوه داخل المطار وأستقبلهم رجال القوات المسلحة مهدئين من روعهم قائلين "لا تقلقوا أبدًا نحن هنا من أجلكم ستعودون إلى أرض الوطن آمنين".
لم تكتف القوات المسلحة بإرسال رجالها لإعادة المصريين العالقين فى السودان فحسب بل كانت ترافقهم فرقًا طبيًّا للكشف والاطمئنان عليهم ومداواة من ناله أي شيء جراء الإشتباكات الدائرة إن وجد، كما زودوهم بالطعام والشراب.
لم يستغرق الأمر قرابة الـ 60 دقيقة فقط حتى تم استخراج الأوراق الخاصة بأيمن ورفقائه من القنصلية المصرية، كما عرضوا عليهم توفير سكن خاص لهم إلى حين وصول الطائرة التي ستقلهم إلى مصر.
وصل أيمن والمصريون العالقون في السودان إلى أرض الوطن واستقبلتهم القوات المسلحة بالورود والفرق الطبية للاطمئنان مرة أخرى عليهم، لينتهي كابوسًا ظل يطاردهم ليال ربما كانت كالسنين تحت أصوات قصف لا يعلم أحد متى سيتوقف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.