العندليب وصابر الرباعي!
حوارات كثيرة سألوا فيها ابن تونس الحبيبة صابر الرباعي عن نجوم الطرب العرب الكبار وأولهم عبد الحليم حافظ.. وينطلق الرباعي في وصلة مدح طويلة عنه وعن غيره.. أم كلثوم وعبد الوهاب وصولا إلى هاني شاكر! لا يقتصر ذلك الأمر على الرباعي ولا كل مطربي تونس وقد اشتهروا بالذوق والشياكة والتحضر والأهم: حب مصر حتى إن عددا منهم اتخذها وطنه الثاني ومقره الفني الأول!
أكثر من ذلك.. لم يتوقف الأمر ذاته أيضا عن نجوم تونس بل هكذا أغلب نجوم العرب.. بعضهم رأيته بعيدا عن الشاشات بل وبعيدا عن كواليس وستديوهات وجلسات الفن كله وبعضهم رأيته خارج مصر وبعضهم أيضا يصر على مشاركة المصريين المناسبات غير الفنية.
وأتذكر كيف كان وليد توفيق نجم لبنان والعرب الكبير منتظرا في بيته ببيروت في 2014 كي يشارك هاتفيا في احتفالات تنصيب الرئيس السيسي باعتبار ذلك تقديرا لمصر ولشعبها.. لماذا وليد توفيق تحديدا؟ لأنه كان بالمناسبة قد التقى منتصف السبعينيات عبد الحليم وغنى له وهو فتى يشق طريقه وشجعه عبد الحليم كثيرًا كما شجع كثيرين قلدوه أمامه!
البعض يرى في إعادة الغناء إلى رموز فنية مصرية عملا فدائيا يحسب له ومنهم من يراه تجربة مفيدة وممتعة في كل الأحوال ومنهم من يراه عملا يتقرب به إلى جمهوره المصري وجمهور من يقلده في الوطن العربي كله!
شكر وتقدير لصابر الرباعي
لم يكن صابر الرباعي أول من يغني للعندليب عبد الحليم حافظ.. كثيرون سبقوه.. وكثيرون وكثيرات غنوا لأم كلثوم ولعبد الوهاب ولمحمد فوزي ولشادية ولغيرهم وغيرهم.. وربما لا يوجد عضو بفرقة الموسيقي العربية في كل عصورها لم يقبل التحدي ويعيد أغنية لهؤلاء النجوم الكبار.
وكلهم شجعناهم وصفقنا لهم حتي ونحن نعرف الفرق مع الأصل ولكن الواجب والأصول تقتضي التشجيع علي أي تجربة مهما كانت نسبة إجادتها.. فالمسألة فن في الأول والأخير وأجواء بهجة يحيوها ونحياها معهم.. وليس سطوا فنيا مسلحا أو ناعما ولا عملا غير أخلاقيا!
كل الشكر والتقدير والتحية لصابر الرباعي.. وهو مطرب كبير ومتألق ومميز جدا.. وفي مصر بحبونه كما يحب هو مصر والمصريين.. وعاش الفن الراقي الذي صنع له فريق كبير أغنية خالدة حين كتب حسين السيد "الجيل الصاعد" الذي لحنها عبد الوهاب وغنتها فايزة أحمد وشادية ووردة ونجاة وكان من نصيب العندليب العظيم الكلمات التالية:
"عاش الفن حضارة لأمة يبنيها الفنان
يروي حياتها في غنوة.. في كلمة
في صورة بروح وإيمان..
وســمعناه بيقولها قوية..
مجد بلادي عهد علي..
قلبي وروحي ملك لفني
والإتنين لبلادي هدية..
حيوا معايا.. قولوا معايا
عاش الفن رسالة عاش "!
وكما تقول الكلمات العظيمة الخالدة "عاش الفن رسالة " ترتقي بالأمم والشعوب ونحسب أن الرقي الحقيقي في الأخلاق وأعظم ما فيها شيوع روح وقيم التسامح والمحبة.