رئيس التحرير
عصام كامل

الرد الروسي المنتظر!

في نوفمبر الماضي كتبت لينا كورساك في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية عن تلك اللحظة التي ستستخدم روسيا فيها  كل قوتها في المعارك.. وفي المقال نقلت عن ضابط القوات الخاصة الروسي السابق أناتولي ماتفيتشوك عن ما لم تستخدمه روسيا حتي الآن في أوكرانيا واقتصر كلامه على الأقمار الفضائية وكافة إمكانيات بلاده في هذا المجال!


السؤال: هل حانت اللحظة التي تنبأت بها لينا كورساك؟ الإجابة تدفعنا للدخول إلى قلب الموضوع مباشرة.. هل قامت أوكرانيا بمحاولة الهجوم على الكرملين فعلا؟! الإجابة.. لم لا؟ السوابق تشير إلي ذلك.. فأوكرانيا متهمة بأعمال تخريبية واغتيالات وضرب جسر القرم وقصف سيفاستوبول وعمليات تفجير في الداخل الروسي.

 
السؤال أيضا: هل تمالك أوكرانيا مسيرات يتجاوز مداها ال ٦٠٠ كيلومتر؟ الإجابة: من يدعمونها يمتلكون خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، فالولايات المتحدة لديها براديتور سي "أفنجر" وإسرائيل لديها “هيرون تي بي” وبريطانيا لديها "إم كيو - 9  سكاي جاردين".. 

 

وهذا على سبيل المثال إذ لديهم أنواع أخرى وكلها تتجاوز المسافة المذكورة واستخدمت في غزة كمدي طيران طويل واستخدمت في أفغانستان قبل سنوات طويلة!


ومع ذلك تبقى فرضية استخدام المسيرات من داخل روسيا أقرب للمنطق إذ يصعب أن تخترق مسيرات منظومات الدفاع الجوي الروسية الرهيبة ولكل هذه المسافة ولكل هذا الوقت!  
 

محاولة إغتيال الرئيس بوتين

 

الإعلان الروسي عن العملية يؤكد الرغبة في الرد والرد القاسي إذ هي كثيرة العمليات التي لا يعلن عنها.. ووصفها للعملية بأنها محاولة إغتيال الرئيس بوتين يؤكد ذلك.. إذ أنها لم تكن كذلك فعلا ولا بالمعني الحقيقي.. فلا الرئيس الروسي كان موجود في المبني ولا المبني محل إقامته.. لكنها فيما يبدو رغبة في التصعيد!


السؤال: لماذا التصعيد؟ هل هي متعثرة في باخموت؟ الإجابة: بالعكس.. تكتيك روسيا في باخموت سنكتب عنه وحده وهو تكتيك ذكي للغاية سينتهي بتحرير باخموت والقضاء على الكتلة الكبرى في الجيش الأوكراني لكن روسيا أيضا تحتاج إلي استعراض كبير للقوة قبل عيد النصر في 9 من هذا الشهر.

 

وبالتالي فرصة باستخدام ترسانتها التي لم تستخدمها حتي الآن ومنها "تسيركون" أو "زركون"  المضاد للسفن ولا "كينجال" الصاروخ الفرط صوتي الرهيب الذي لا يمكن إيقافه، وهناك الدبابة “أرماتا” الجبارة وتصنف الأولى في العالم وتتجاوز الواحدة منها ال 8 مليون دولار بصواريخها المزودة بها من عيار 152م القادرة على اختراق دروع بسمك متر وتصطدم بأهدافها بسرعة 70 كيلومترا في الساعة وهي تحتاج إلى مساحة أكبر للحديث عنها لأن مواصفاتها عديدة. 

 

وهناك صواريخ اس 500 والطائرات سوخوي 57 هناك المقذوفات الحرارية. وتحتوي على وقود يشتعل عند ملامسته للهواء يصنع كرة من اللهب تمتص الأكسجين من المكان كله وهو سلاح مرعب خاصة للمخابئ تحت الأرض!

 


علي كل حال نستبعد إستخدام أسلحة نووية.. حتي لو كانت تكتيكية محدودة.. لكن ننتبه إلى أنه حتى اللحظة تصف روسيا المعارك ب "العملية الخاصة" ولم تصفها بالحرب! وللأخيرة شروط أخرى بأسلحة أخرى.. لذلك فالرد قادم قادم.. ومعه سمعة روسيا واحتفالات عيدها السنوي التاريخي وشرفها المجروح باستهداف رمز البلاد ولا يتبقي علي الرد إلا طريقته وحجمه وموعده ومكانه!

الجريدة الرسمية