رئيس التحرير
عصام كامل

من طاولة المفاوضات إلى ورق الحائط

منذ خمسين عاما ونحن نسمع عبارة مكررة وهى دعوة الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات، العبارة أصبحت مستهلكة حتى الرمق الأخير وعمر الطرفين ما استجابوا للدعوة لا في القضية الفلسطينية ولا في عشرات الأزمات المماثلة.

يخيل إلى أن كل مسئول يطلق هذه العبارة السمجة المكررة يعلم جيدا أن كلامه فاشل مثل طاولة المفاوضات التى من الممكن ألا تكون أصلا موجودة، الدول مصرة على استخدام نفس الجملة والإعلام يرددها كالببغاوات. وغالبا الطاولة والكراسي “متباعين” في سوق الروبابيكيا من أيام مسرحيات فؤاد المهندس وشويكار في الستينيات من القرن الماضي.

موضوع طاولة المفاوضات ده فكرنى بشرط غريب كان موجود في منتصف الثمانينيات عند الزواج وهو اشتراط أهل العروسة أن يكون بالشقة ورق حائط..

 

أتذكر أن شابا كان يكبرنى سنا تقدم للزواج وحالته المادية كانت على بسيطة واستطاع جمع بعض الأموال من عرق جبينه لشراء الشبكة وإذ بوالد العروسة يشترط وجود ورق الحائط في الشقة بينما صاحبنا الشاب لم يكن لديه شقة من الأساس، وعندما باغته حماه المنتظر بطلب ورق الحائط صاح فيه ساخرا "مش لما ألقى الحائط  أولا ابقى أشوف موضوع الورق".

الجريدة الرسمية