رئيس التحرير
عصام كامل

حكاوي زمان، أحمد بهجت يكتب مذكرات صائم

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

كتب الكاتب أحمد بهجت عن ذكرياته فى رمضان فى مختلف مراحل عمره، فعن يوم رمضانى كتب يقول: استيقظت مبكرا والأبناء نائمون بعد سهر السحور، ارتديت ملابسى وأخذت مسبحتى فى يدى، ركبت الترام وكان مزدحما كعادته، الركاب صائمون والكمسارى صائم، ولا أحد يدخن، وصلت المصلحة، وأجلس فى حجرة بها ستة مكاتب، وأنا رئيس الحجرة، ولى رئيس فى الحجرة المجاورة، معنا شاب فى الثلاثين لا يصوم، ومعنا زميل مسيحى جاملنا ورفض أن يدخن أو يشرب الشاي، وفجأة قال له زميل ثالث: دخن يا إسحق أفندى خلى البهوات تشم الدخان وتسلى صيامها.


استغربت فى أغرب شباب هذه الأيام، أن الأدب الذى تعلمه جيلنا ليس له وجود، عكفت على الملفات أمامي، وحاولت التركيز فلم أستطع، إنها السجائر اللعينة، ودخان السجائر يتصاعد إلى الغرفة من زملائنا المفطرين، وأكواب الشاى تلف على المكاتب وسط حرماننا المتوحش.


أحسست أننى سأموت من العطش، فقررت أن أصبر، وضعت وجهى فى الملفات وصبرت حتى جاء ميعاد الانصراف فعدت إلى بيتى. ولم أكد أفتح باب منزلى حتى استقبلتنى سحابة ضبابية من روائح الشواء والمسلوق والمحمر والمشمر والحلوى، مسحت شفتى الصائمتين وابتسمت، نحن فى انتظار مدفع الإفطار.


انطلق المدفع وبدأت العمليات العسكرية، مددت يدى إلى ثلاث بلحات جافة تضعها زوجتى على المائدة، تعودت أن أفطر على البلح عملا بسنة رسول الله، هذا ما بقى من الإسلام فى بيتنا، تذكرت أفضل خلق الله كيف كان يصوم ويفطر، شهر رمضان عند المسلمين الأولين كان شهر نزل فيه القرآن، وكان شهرا يتخفف فيه البدن من البُدن، وتلتقى فيه الرحمة بالإخلاص والجوع بالحب، وكان شهرا تعاود فيه الروح اتصالها بخالق الروح. انتهيت من الطعام..

 

أحسست بوخم شديد ورغبة فى النوم، فلم أكد أدخل غرفة النوم حتى دخلت زوجتى الغرفة ومعها طبق من الكنافة والقطايف، وما أدراك ما الكنافة والقطائف، كان لا يوجد فى عهود الإسلام الأولى لا كنافة ولا قطايف، كان رسول الله إذا شبع استغفر الله لأن فى المسلمين جائعا لم يشبع.


دخلت الكنافة والقطايف تاريخ المسلمين حين خرج الحب من القلوب، وصار الإسلام سبحة معطلة وفانوسا أثريا وكلمات تتمتم بها الشفاه، اتكأت على فراشى ورحت أدخن، ثمة دوار يشبه دوار الحب الأول، أبنائى يجلسون حول جهاز الراديو، ومن بعده التليفزيون ساعة الافتتاح وهات يا دوشة..

عدت أحاول النوم عبثا، فجأة سألنى ابنى الأصغر: لماذا نصوم؟ قلت: علشان الأغنياء تحس بجوع الفقراء، فقال ولماذا يصوم الفقراء؟ قلت له: إن الصوم فى حقيقته هو نوع من الحب، هو العبادة الوحيدة التى لا تظهر على صاحبها التى بين العبد وربه، وجاء زمن الصيام الذى نصوم فيه لنسهل عملية ابتلاع الكنافة والقطايف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية