رئيس التحرير
عصام كامل

حكاوى زمان، حكاية محمود السعدنى مع البرد والأمطار في رمضان

حكاوى زمان، فيتو
حكاوى زمان، فيتو

جاء رمضان وفات الشتاء لكنه ودعنا منذ أيام بالأمطار والبرق والرعد بالرغم من أننا أصبحنا فى فصل الربيع، وللكاتب الساخر محمود السعدنى ذكريات مع مجيء البرد والرعد والأمطار ونحن صيام فى رمضان فكتب فى مجلة صباح الخير فى مارس عام 1962 فى بابه بعنوان (على باب الله) يقول:


الله يلعن البرد وسنينه اللى هرس عظامى ودغدغ ركبى ودشدش لى راسى ودوخنى السبع دوخات وأفقدنى السمع والحس والبصر وتركنى حطاما محطوما حتى بت لا أفرق بين شعر أخونا عبد المعطى حجازى وشعر ملك اليمن. خرجت من الشتا تعبان، وجه رمضان وحرمنى البرد من رمضان وأنا أحب رمضان.. 

 

لكن رمضان فى الصيف مختلف تماما، ويبدو أننى أحب الصيف ثم أحب رمضان، فأنا أحب الصيف لأسباب فسيولوجية ولأسباب نفسية.. فأنا فى حجم المرحوم غاندى ولم يحدث أن أكلت عيش من عرق جبينى فأنا لا أعرق على الإطلاق وأشعر بالبرد يفرى عظامى فى عز الصيف، والأطباء لا يعرفون لذلك سببا. 

 

لكن صديقى المحامى الكبير عبد الحميد قطامش عنده تفسير، بالرغم من أنه لا يكتب ولا يمثل ولا يرسم ولا يخرج لكنه يجيد فن الكلام لكن لا يدفع الناس لمن يريد أن يأكل من عرق اللسان، يفسر قطامش ظاهرة إحساسى الدائم بالبرد إلى أننى كنت ألعب فى الحارة أيام الطفولة بلا ثياب فنفذت إلى عظامى كمية كبيرة من البرد وعششت داخل جسمى وكرنكت على رأى الجبرتى فى القفص الصدرى وفى السبت البطنى ولم تخرج منها..

 

وإننى بالرغم من الملابس الصوف التى أرتديها على جسمى الهزيل لا يزال البرد يزغزغنى ويطاردنى، وإننى مهما طال بى العمر سأموت وأنا أحمل نفس كمية برد أيام الطفولة العارية. لهذه الأسباب لزمت دارى فى شهر رمضان المبارك على كنبة، رأسى ملفوفة بخيشة وعلى كتفى لحاف وحول وسطى الشين وفى قدمى شراب صوف كان يستعمله العساكر الأمريكان فى الحرب العالمية الأخيرة.. نظرت إلى نفسى فى المرآة فوجدت عينين حمراوين وذقنى نابتة وحواجبى منتوفة ووجهى شاحب من المرض. 

 

 

أصابنى البرد اللعين فلم أصبح أكثر من مريض، فلم تشفع لى جميع الأدوية ولم تنفع العقاقير ولم أنهض من فراشى إلا بعد ليلة حافلة مع كتاب نجيب محفوظ اللص والكلاب أنه صاروخ أدبى وقنبلة انطلق كاتبها يحلق فى السماوات العلى، وقال البعض إنه دخل مرحلة جديدة من حيث التكنيك وأنا لا أوافق هذا الرأى وأقول إنه دخل مرحلة جديدة فعلا، ولكن من حيث الشكل والمضمون والفهم والوعى، ومن هنا أرشحه لجائزة نوبل وأدعوكم لترشيحه للجائزة، لأنه إن فاز فسيكون فوزا لكل منا نحن الذين أنكرنا العالم طويلا ينبغى أن نخرج الآن لنحتل مكاننا تحت الشمس.

ونقدم لكم من خلال وقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية