غلة رمضان !
يمكن القول إن المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت هذا العام موسما دراميا ناجحا، تباينت فيه القضايا، المحتوى، كما تباينت المعالجات الفنية، من إخراج وتصوير وديكورات وموسيقى تصويرية، شمل الموسم الدرامي أعمالًا تاريخية مثل سره الباتع الذى مر تحت أنف الناس مرورا عابرا، وعملا دينيا، بعد غياب سنوات، عن سيرة وحياة الإمام الشافعي..
وأعمالا كوميدية، ابرزها العمل السنوي للنجمة يسرا ومعها شيماء سيف وبيومي فؤاد ومحمد ثروت أما الحصان الأسود هذا العام فكان الهرشة السابعة لأمينة خليل ومحمد شاهين وعلي قاسم وأسماء جلال، عن الخلافات الزوجية وبخاصة عند بلوغ السنة السابعة حيث انفجار الأزمات والانفصال أحيانا، وكان أداء أمينة عفويا ولعبت العيون والإيماءات والألفاظ العفوية دورا بارزا في ملازمة الجمهور للشاشة تتابع بشغف سباق الأداء بين النجوم الأربعة.
من الملاحظ أيضا العودة المحمودة لمسلسلات النصف شهر، خمس عشرة حلقة، بل يقع مسلسل حرب لأحمد السقا في عشر حلقات، وهكذا استمتعنا بعلاقة مشروعة، للكاتبة المبدعة سماح الحريري التى قدمت أولاد عابد قبل رمضان مباشرة وحقق نجاحا كبيرا، وفي علاقة مشروعة نرى مى عمر وحدها بدون محمد سامى، متألقة، محققة حضورا متدفقا، وعزفت مع ياسر جلال وداليا مصطفي وميمي جمال رباعية عذبة الاداء، ظهروا جميعهم في شخصيات مختلفة، وبخاصة ياسر جلال، ومى عمر.
وإذا كان مسلسل عملة نادرة لنيللي كريم وجمال سليمان والغولة فريدة سيف النصر واحمد عيد الذي خلع الكوميديا وارتدى التراجيديا، من تأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل وإنتاج جمال العدل، تلك العائلة المنصورية الأصل التى نعتز بها، أقول اذا كان هذا المسلسل تناول قضية بالغة الخطورة وهى حرمان الإناث من حقهن في ارث الأرض، بالمخالفة للشرع، فإن مسلسل تحت الوصاية لمنى زكي تأليف عائلة دياب وإخراج محمد شاكر خضير، يتعرض لقضية تحكم أسرة الزوج المتوفي في أموال ابنائه القصر، وعدم تمكين الأرملة من صرف أي مال الإ بموافقة والد المتوفي، قدمت القضية منى زكي التى تتألق عاما بعد عام، وتمضي أمام الكاميرا كما تمضى في حياتها اليومية، لا تمثل بل تعيش الشخصية، شكلا ونفسا ولسانا.
ولقد خرج سره الباتع من منطقة الاهتمام والمتابعة، ربما لموقف الناس من افعال نسبت لمخرجه، ربما للدخول والخروج بين عصرين، عصر الحملة الفرنسية، وعصر محمد مرسي، مما كسر المعايشة الكاملة، ورغم أن أحمد السعدني وحنان مطاوع قدما أجمل الأدوار في حياتهما، إلا أن محاولة خالد يوسف المؤلف للربط بين الحقبتين تتسم بالذكاء، وعالجها إخراجيا بنفس القدر من الذكاء الفني، وربطت الموسيقي التصويرية والأغاني الحزينة بين شهداء الفلاحين على يد الجنرال مينو قائد الحملة الفرنسية، وشهداء ٢٠١١، و٢٠١٢ و٢٠١٣ بسبب الغدر الإخوانى. سره الباتع انتج ضخم زاخر بالنجوم، لكن سره لم يكن باتعا، لا للمخرج، ولا للناس!
تحت الوصاية وحرب وتغيير جو لمنة شلبي إذن هى مسلسلات النصف الثاني، لكن رمضان جعفر العمدة سلب اهتمام بل شغف الجماهير، حتى من عزفوا عن متابعة محمد رمضان رفضا لشخصه وتصرفاته وأدوار البلطجة، عادوا للمتابعة والاستمتاع برمضان العمدة مختلفا، خفيف الظل، في دراما نسجت من عدة محاور، تعدد لزوجات، فتوة الحارة، العطار، الجريمة، الصراع على الفتونة، المكايدات النسوانية، برع المؤلف المخرج محمد سامي في توليفها، فجمع الناس حول حلقات توهجت بطلاقة الأداء للنجمة الكبيرة هالة صدقي وإعادة اكتشاف إيمان العاصى، ومنة فضالي، ومي كساب..
يلفت النظر في الدراما الاجتماعية للموسم الحالي بروز دور الممثلين المساعدين، بل والثانويين، واعطائهم مساحات خدمت مواهبهم، منها مثلا براعة لبنى ونس، وأحمد فهيم، كما يلفت النظر شيوع محتوى السحر والأعمال السفلية، المداح نموذجا كاملا لثلاثة مواسم، وجعفر العمدة يعمق الفكرة..
ونتابع..