رئيس التحرير
عصام كامل

ما يحدث فى وزارة الشباب؟!

على مدى سنوات كتبت فى هذا المكان ملاحظات مهمة على أداء وزارة الشباب عشرات المقالات، وكتبت العديد من الملاحظات على أداء الوزارة رغم أن الذى يتولى المسئولية الدكتور أشرف صبحى الذى أعرفه من سنوات طويلة، كتبت أن الشباب وتكرار الحوار معه فى غاية الأهمية، لأنهم مستقبل مصر ولا بديل أمامنا سوى رعايتهم.. 

 

وكما قال الدكتور سمير مرقص الذى كنت أدير حوارا معه وسط الشباب، إن قيام وزارة الشباب بالحوار وتكرار الحوار مع الشباب مهم لا يمكن أن نقلل منه فى ظل غياب المجتمع وغيره عن دورهم تجاه الشباب، الكرة الآن على مكتب وزير الشباب الذى عليه التأكيد على هذا.. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟!

 

تراجع الحوار مع الشباب 

 

فى 9 من أبريل 2022، كتبت عن غياب عدد من الوزارات ومنها وزارة الشباب عن دورها، بالإضافة لغياب الأحزاب، كل هؤلاء مقصرون  تماما، ولا يقدمون شيئا فى بناء الطفل والطالب والشباب، إنهم لا يدركون أهمية بناء الشباب، الافكار المتطرفة وصلت للأطفال والشباب من خلال المدارس والجامعات ومراكز الشباب 

 

وقلت لو ان وزارة الثقافة التى لديها ألف موقع، ووزارة الشباب لديها أكثر من خمسة آلاف موقع، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المدارس والجامعات، كل هذه الأماكن لو تم إدارة حوار جاد فيها عن حرب أكتوبر وسائر معاركنا بعيدا عن الاحتفالات الساذجة، تخيلوا لو حدث هذا فإننا سننمى الروح الوطنية والانتماء في الاجيال القادمة، انقذوا مستقبل مصر برعاية الشباب بزرع فى وجدانهم الانتماء لتراب الوطن؟ ولكن ماذا حدث يعد ذلك؟!

 

وفى 22 من أبريل 2022، كتبت لماذا نتجاهل الاحتفال العاشر من رمضان فى الوقت الذى يقابله أن العدو يرسخ هذه الحرب بإسم بحرب عيد الغفران، ويريد أن يرسخ لشعبه أن الحرب دينية تماما وليست سياسية أو من أجل الارض التى احتلها، وهنا نسأل أين دور وزارة الشباب لترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الشباب المصري؟ فلابد أن يعلم الشباب التاريخ لأنه المعلم الأول للأمم لكى تنهض، بل إنه العظة والاعتبار، ومن لا يعرف تاريخه لا يمكن أن يكون له مستقبل.. ماذا حدث بعد ذلك؟!

 

تذكرت هذا لأن ما يحدث فى وزراة الشباب يدعو للقلق والانزعاج، بداية ربما لا يعرف البعض اننى بدأت حياتى الصحفية محررا رياضيا ولم يكن لى علاقة بالسياسة او الثقافة، وكان من حظى اننى تعاملت مع الكابتن عبدالعزيز الشافعى، الدكتور عبدالاحد جمال الدين، الدكتور عبدالمنعم عمارة، كابتن حسن صقر، كابتن طاهر ابوزيد، وصولا إلى الدكتوراشرف صبحى، مما يعنى أننى أعلم جيدا ألية العمل داخل الوزارة.

 

تشرفت بأن أكون عضوا بالمجلس القومى للشباب الذى كان يرأسه الدكتور صفى الدين خربوش، وكانت علاقتى به أقوى من مجرد عضو في المجلس، وكانت تجربة ولن لم يكتب لها النجاح بشكل كبير، ومن يقترب من قطاعات الوزارة سيفاجأ بأشياء الكثير منها سلبى للأسف، عموما فى لقاء خاص مع د.صفى الدين خربوش، صارحته قائلا: لماذا تقوم بتغيير القيادات بشكل دائم؟!

 

قال: وممكن أغير القيادات كل يوم! قلت: هذا لن يفيد، لآن أى قيادة جديدة لن تشعر بالأمان للعمل ولن تستطيع تقديم أى شىء إيجابى! قال: كل من انقله أو ابعده عن المنصب عارف سبب النقل أو الابعاد! قلت: ولماذا لا يتم اعطاء لهم فرص للاصلاح، لأن لو كل قيادة اخذت قرارا غير صحيح يتم إبعادها، فلن يستمر أى قيادة إلا القيادة التى لا تعمل الخاملة، معروف أن الذى يعمل وارد أن يخطىء! قال: التغيير هو الحل اأامثل. قلت: بل.. التغيير الدائم عمال على بطال كارثة.

 

تذكرت هذا الحوار عندما علمت أن هناك حركة تنقلات جديدة أجراها الدكتور أشرف صبحى في الوزارة، ومن شهور قليلة كانت هناك حركة أخرى، لدرجة أن البعض من هذه القيادات تولى قيادة ثلاث إدارات مركزية مختلفة، وبالتالى مستحيل هذا الارتباك ينتج عملا إيجابيا بل يزيد الارتباك في القطاعات، وأيضا يزيد الخلافات والشقاق بين القيادات، بل إنه يربى الاحباط لدى الجميع.

 

 

مؤكد لدى الوزير أسبابه لاتخاذه هذه القرارات، ومؤكد لديه مستشارون، ولكن القيادات التى غير موقعها هى أساسا اختيار الوزير من قبل، وبالتالى لو فرض أن البعض لم يحقق النتائج المرجوة يتم مناقشته ويتم دراسة الأسباب من أجل تحقيق النتائج المرجوة، هذا الأسلوب العلمى في الإدارة، والدكتور أشرف صبحى رجل اكاديمى يعلم جيدا أليات العمل. لذا أطالب الوزير أشرف صبحى  مراجعة خطط الوزارة وأن يحافظ على قياداتك الناجحة، ودعم الذى يختارهم! 

الجريدة الرسمية