التناحة والكلام الصغير عن المتحف الكبير!
المتحف الكبير بدأ العمل به في عهد الرئيس مبارك ووزير ثقافته السيد فاروق حسني عام 2002 بتمويل بدأ يابانيًا ثم تطورت الفكرة وكبرت ونضجت وأصبحت مصر ليس فقط متلقية لمنحة من دولة صديقة وفقط بل شريكة في التمويل أي في تدبير مبالغ أخرى لاستكمال البناء!
غادر الرئيس مبارك الحكم والسلطة ثم فترة الاضطراب السياسي الكبير بعده وبقي ما أُنجز من المشروع حتى عام 2014 في حدود الـ 12٪ ! بعد 2014 وضع المشروع -ضمن الاهتمام الملحوظ بالمتاحف- على جدول أعمال القيادة المصرية وفي سباق مع الزمن وفي معدل زمني يقارب نصف الفترة الممتدة منذ بدء العمل به اكتمل المتحف تماما على مساحته الكبيرة الـ 117 فدانا بمبانيها التي تتجاوز الـ 108 ألف متر ليكون في حقيقة الأمر أكاديمية أو معهدا شاملا وليس متحفا فقط، إذ يضم مراكز أعمال الزجاج والخشب والأحجار والتحنيط والمعادن وقاعات للمحاضرات والعرض والتدريس!
وضع منذئذ تصور شامل للمنطقة الأثرية كلها يجري تنفيذه الآن يعتمد أساسا علي تحول المتحف مع منطقة الأهرامات إلى كتلة واحدة تضم مطاعم وفنادق وأخري لفنادق اليوم الواحد ووسائل تنقل والوصول إلي الأهرامات ب طفطف ينتهي في الأخير إلي بقاء السائح الأجنبي أطول وقت ممكن وأكبر عدد من الليالي السياحية إذ يستهدف المتحف وحدة 5 ملايين زائر سنويا ولذلك شملته عدة قرارات من رئيس الوزراء وأخري جمهورية مثل القرار180 لسنة 2021 لتشكيل مجلس أمناء للمتحف!
تمثال رمسيس ومياه الأمطار
قبل أيام أصابت الأمطار المتحف.. النائب البرلماني المحترم طارق رضوان توجه بطلب إحاطة عن شبكات الصرف الصحي به وهذا حقه بل يسعد أي مصري اهتمام نواب برلمانه بمثل هذه القضايا -ونأمل مراقبة الجهاز الإداري كله ومتابعته برلمانيا ليعمل بالشكل الأمثل- رغم تأكيد مدير المتحف علي جودة شبكات الصرف وصلاحيتها الكاملة لأي طارئ..
لكن بين هذا وذاك يظهر صائدو الماء العكر من أصحاب الوجوه السياسية الكالحة وهم يرتكبون المعاصي الوطنية دائما وإذا سألت: هل كتبت حرف واحد وملحمة الإسراع باستكمال المتحف تتم؟ هل صدر منك أي تعبير يشجع جهود إكمال المتحف وتوفير الموارد له؟! هل ابتهجت على صفحاتك على التواصل الاجتماعي وجهد خارق لمهندسين وعمال شرفاء أبطال يواصلون الليل بالنهار لإتمام المشروع؟
أقول لكم -والحق أقول لكم- ولا حرف واحد صدر من هؤلاء.. ولن يصدر من هؤلاء أي حرف عن أي شي مبهج في بلادنا.. ولو تناولوا الإيجابي مع السلبي لعذرناهم وقبلنا نقدهم.. لكنهم في اتجاهم الأحادي لا يغيرونه.. فاليوم ينصبون الجنائز حزنا علي مياه أمطار أصابت وجه تمثال رمسيس الذي هزم -وكل أثار الأجداد- الزمن والسنين والزلازل والأعاصير في أثار بقيت الآف السنين في العراء منها إلي السماء.
حتي عندما نقلته الدولة -تمثال رمسيس- في الستينيات ليس فقط ليكون من أعمال تجميل القاهرة ومصر وقتها بل ليكون مجد الأجداد وعظمتهم في استقبال ملايين المصريين في محطة سكك حديدهم الكبري يوميا كجزء من التربية الثقافية والمعنوية وقتها لشعبنا..
تحية لكل يد بنت ورفعت وأقامت وطورت وتابعت ودبرت الموارد.. أما أهل التناحة السياسية فلا يشكلون قيمة مضافة في أي جدل أو حوار وطنيًا ولا أي قيمة أصلا.. اختاروا لأنفسهم دور المهرج والمتربص الدائم في موضوعات ومواقف وأزمنة هي غاية في الجدية!
هو لهم الاختيار الصحيح!