رئيس التحرير
عصام كامل

اللي تحسبه متين يطلع فلين!

في بداية التسعينيات من القرن الماضي تزامن عرض فيلم قبضة الهلالي بطولة يوسف منصور، مع عرض فيلم ضد الحكومة، بطولة الراحل العظيم أحمد زكي، فاكتسح فيلم قبضة الهلالي شباك التذاكر، وتفوق على فيلم ضد الحكومة من حيث الإيرادات.

 

والآن بعد مرور أكثر من اثنين وثلاثين عاما على عرض الفيلمين، يحتل فيلم ضد الحكومة مكانته الطبيعية كواحد من أفضل أفلام السينما المصرية عبر تاريخها، ويعد مشهد المرافعة في نهايته، بأداء أحمد زكي، وكلمات بشير الديك، وإخراج عاطف الطيب، والذي يبدأ بـ: "أنا مثال للمحامي الفاسد، بل أكثر فسادا مما يتخيله أستاذي"، وينتهي بـ: "كلنا فاسدون، لا أستثني أحدا"، واحدًا من أروع المشاهد الخالدة في ذاكرة السينما.

 

في حين أصبح فيلم قبضة الهلالي بمرور الزمن واحدًا من أكثر الأفلام المثيرة للسخرية في تاريخ السينما، لأسباب كثيرة يتداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، منها: غمزة عين الفنان حمدي الوزير، التي منحته لقب أشهر متحرش في السينما المصرية، ومشاهد تكسير يوسف منصور للفلين الهش.

 

وأداء لاعب الكرة شريف عبد المنعم الهزلي لشخصية الضابط، وتكراره لجملة: "قتلتيها ليه؟"، لعدد لا محدود من المرات، بلا داعي، وترديد الفنانة ليلى علوي لكلمة "الأمبو لأ"، وهي كلمة غريبة لا معنى لها، انتشرت بعد ذلك بين المراهقين، وغيرها من المهازل والمساخر التي عج بها هذا الفيلم الهابط.

 

وهكذا عزيزي القارئ، يتبين لنا أن العمل الردئ قد يكسب في صراع الإرادات ونسب المشاهدة عند العرض الأول، وبمرور الزمن يسخر الجمهور من نفسه ويتساءل كيف تحملنا كل هذه التفاهات عند عرضها. في حين أن الفن الحقيقي يفرض نفسه مع مرور الزمن، فالزمن وحده هو الذي ينصف الفن الجيد.

 

 

ولهذا أقول لبعض صناع مسلسلات الموسم الرمضاني هذا العام: موعدنا بعد العيد، حين يتابع الجمهور الحقيقي كل الأعمال الدرامية، ويصدر أحكامه بعد المشاهدة المتأنية والفرز، ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرًا. ولبعض النجوم الذين يملؤون الدنيا صياحًا على السوشيال ميديا، بلجانهم الإلكترونية وإعلاناتهم الممولة، بعد عرض كل حلقة من أعمالهم التي تشبه فيلم قبضة الهلالي، أقول: كنا نظنكم امتدادا لأحمد زكي ذي الأداء المتين، فاثبتت الأيام أنكم امتداد ليوسف منصور ذي الأداء الفلين.

الجريدة الرسمية