خالد يوسف بيطلعلنا لسانه!
اختيار خالد يوسف لمذيعة النشرة الجوية التونسية رانيا التومي، لأداء دور عالمة مصريات لعوب في مسلسله سره الباتع، أكبر دليل على أن الفن أصبح مهنة من لا مهنة له، وأن الوسط الفني أصبح مرتعًا لكل من هب ودب، وأن النقابات الفنية لا تقوم بدورها لحماية الفنانين المتعطلين عن العمل، من خريجي معهد الفنون المسرحية والسينما والموسيقى.
المؤسف أن خالد يوسف نفسه لم يدرس الإخراج، ولكنه التحق بالوسط الفني عن طريق يوسف شاهين، الذي أعجب به على المستوى الشخصي، فعلمه كيف يقف خلف الكاميرا كأي صنايعي يقف خلف آلة، ينتهي علمه عند كيفية تشغيلها، ولكنه ليس من المبدعين الذين اتسعت لديهم الرؤية والخيال والتعمق بالدراسة والتعلم، وهو ما يفسر فشل خالد يوسف في إخراج أعمال ملحمية ضخمة، لأنه ببساطة غير مؤهل للتصدي لمثل هذه الأعمال.
فرص التمثيل
المتابع للقاءات خالد يوسف الإعلامية يكتشف أن عدم دراسته للإخراج بشكل أكاديمي جعله لا يملك أي إجابات فنية قادرة علي تفسير أفكاره، فكلامه كله عبارة عن شعارات سياسية ونضالية وفلسفية، لا تكفي لشرح أو تحليل صورة سينمائية، كما تغلب علي أعماله لغة التحريض والمباشرة في توجيه الرسائل، كأي مراهق سياسي مبتدئ، يستأسد في مواجهة أنظمة الحكم والمجتمع، ليلصق بنفسه ألقاب المناضل والثوري والمستنير، لعله يخفي شبهة دخوله للفن بواسطة.
هذه ليست المرة الأولى التي يُخرج فيها خالد يوسف لسانه للمشاهدين، فقد سبق له تقديم ممثلات لا يمتلكن أي موهبة أو حضور، ولم يحققن بعده أي نجاح أو انتشار، مثل اللبنانية دوللي شاهين التي قدمها يوسف للجمهور المصري في فيلم ويجا، خلفًا للأردنية ميس حمدان، التي أعلنت رفضها للدور بسبب طلبات خالد يوسف الجريئة، وزيادة مشاهد القبلات غير المبررة.
بعيدًا عن خالد يوسف وسره الباتع واختياراته للممثلات، تغضبني الأعمال الدرامية التي تصر على تسليع جسد المرأة، وإثارة المخيلة الذكوريّة للمشاهد العربي، فتعمد إلى إظهار المرأة، في صورة من لا يملك عقلًا، وإنما جسدًا تستغله في معركتها من أجل البقاء أو الثراء.
ويزعجني رؤية أعمال درامية بعين مخرج متحرش، صار حضوره معادلًا للذكورية، يتعمّد إبراز مفاتن جسد فتاة، بدون سياق درامي، لجذب ذكوريين لديهم نفس النظرة الدونية تجاه المرأة.
المؤكد أن أي إنسان حقيقي لديه حس إبداعي مرهف يرفض تسليع جسد المرأة من أجل تسويق عمل درامي من خلال تعزيز أفكار سيئة عن النساء في المجتمع، بدعوى مواجهة الفكر المتشدد بالمشاهد الجريئة، ورفع سقف الإبداع بزيادة العري، وكلام عن التنوير في مواجهة الظلاميين، وكل هذا اللغو الفارغ الذي يردده مدعو الفن والنضال، ممن أساءوا استخدام حق منح فرص للتمثيل أو منعها.