رئيس التحرير
عصام كامل

عن زواج الفيل والنملة

في زمان بعيد، كان هناك فيل يُدعى فيلمون يعيش في غابة استوائية. كان فيلمون يعشق العسل أكثر من أي شيء آخر في العالم. في يوم مشمس وجميل، كان يتجول في الغابة بحثًا عن عسل لذيذ يروي شهيته.

 

في ذات اليوم، تعرف على نملة صغيرة وجميلة تُدعى نملينا. كانت نملينا تعيش في مستعمرة نمل قريبة وكانت تعمل بجد واجتهاد في جمع العسل. عندما سمع فيلمون عن جدها الذي كان يمتلك منحلًا كبيرًا للعسل، أصبح متحمسًا وقرر الزواج منها.

 

بدأت قصة حب غريبة بين الفيل العملاق والنملة الصغيرة. رغم الفوارق الكبيرة بين حجمهما وطبيعتهما، إلا أنهما كانا يكملان بعضهما البعض بشكل مثالي. كان فيلمون يحمي نملينا من المفترسات ويساعدها في جمع العسل، بينما كانت نملينا تعلمه أسرار صناعة العسل وكيفية العثور على أفضل أزهار النكتار.

 

في النهاية، تزوجا في حفل زفاف ضخم ومبهج شهدته الغابة بأكملها. جمعت الفراشات والطيور العديد من الأزهار الملونة لتزيين المكان، بينما قام القرود بتنظيم الحفل وتوزيع الطعام على الحضور. كانت هذه المناسبة فرصة لجمع سكان الغابة المختلفة، الذين جاءوا للاحتفال بالزواج الغريب والمدهش بين الفيل والنملة.

 

بعد الزفاف، أصبح فيلمون ونملينا سعيدين جدًا وانتقلا إلى المنحل الذي ورثته نملينا عن جدها. أصبح منحل العسل الجديد مركز اهتمام الغابة ومكانًا يتوافد إليه الحيوانات لشراء العسل اللذيذ. كان فيلمون يساعد في صناعة العسل بينما كانت نملينا تدير المنحل وتتفقد جودة العسل.

 

ولكن الأمر أصبح مملًا بعد فترة من الزمن. في يوم من الأيام، حضر فيلمون فكرة مجنونة. قرر أن يقوم بتحدي جديد كل يوم، وأن يفعل شيئًا مختلفًا كل يوم ليحافظ على الحيوية والإثارة في حياتهما الزوجية.

 

وقد بدأت التحديات الجديدة. خلال الأسبوع الأول، قرر فيلمون أن يحاول تحطيم الرقم القياسي لأكبر عدد من المرات التي يمكنه تذوق العسل في دقيقة واحدة. وفي الأسبوع الثاني، قرر فيلمون أن يقوم بتعليم نملينا كيفية الرقص في المنحل.

وفي الأسبوع الثالث، قرر فيلمون أن يحاول صنع أطول برج من صناديق العسل، والذي تمكن من بنائه بنجاح بمساعدة نملينا. وبعد أسابيع من الأحداث الغريبة والمضحكة، أصبح فيلمون ونملينا أقرب إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى. ولأنهما كانا يحبان العسل، كانت حياتهما الزوجية تتضمن الآن الكثير من العسل، ولكن بطرق جديدة ومثيرة.

 

مع مرور الوقت، أصبحت عائلة فيلمون ونملينا تنمو وتكبر. رزقا بأطفال صغار مميزين يمتلكون قوة الفيل وحكمة النملة. كان الأطفال يساعدون والديهم في إدارة المنحل وجمع العسل. إلى أن كانت النهاية، ففي أحد الأيام وبينما كان الفيل والنملة نائمين، تقلب الحيوان الضخم في فراشه فدعس زوجته دون قصد منه..

 

 

وحين انتبه أدرك ما فعله فراح يبكي وينحب ويدبدب في الأرض وهو يركض في الأرجاء فقتل كل أبنائه دهسا وهدم المنحل الذي تحول إلى تل من الأطلال فجلس فوقه واستجمع شتات نفسه، وتذكر كل ما سمع من مواعظ تلاها عليه مدربو التنمية الفيلية وقرر أن يبدأ من جديد، وراح يبحث عن نملة أخرى تحب العسل في بلاد بعيدة.

الجريدة الرسمية