البابا تواضروس يترأس قداس أحد الشعانين من دير الأنبا بيشوي
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، قداس أحد الشعانين أو كما يعرف بـ أحد الزعف، من دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بمشاركة عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورهبان الدير.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بـ أحد الشعانين
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بـ أحد الشعانين وهو ذكرى دخول المسيح أورشليم وتتصدر فيه قلوب النخيل المشهد حيث تتخذ أشكالا مختلفة لكن كل منها رمزيته ودلالاته.
أحد الشعانين هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة ويبدأ بــ أسبوع الآلام وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس ويسمى أيضا ب أحد السعف أو الزيتونة لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين مفترشين ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته.
أشكال السعف
لا يخرج شكل السعف عن الأشكال الثلاثة أولها «التاج» وهو يشير إلى «الملك» اليهود قديما استقبلوا المسيح كـ«الملك»، حيث هتفوا عندما جاءهم المسيح مستقلا «جحش ابن أتان»: «أوصنا لملك اليهود.. أوصنا لابن داود» بعدما ألقوا بـ«زعف النخيل» و«ثيابهم» أمام المسيح وكانت لديهم رغبة في تخليص المسيح لهم من «ذل الرومان».
يحتفظ الأقباط أيضا في ذكرى أحد الشعانين بمحبة المسيح لهم فتجدهم يشكلون «السعف» على شكل «قلب» في إشارة إلى المحبة التي هي محور العلاقة بين الله والإنسان وتجسدت في وجود «المسيح» بينهم على الأرض.
المحبة والرغبة في أن يكون ملكا لم تستمر طويلا فسرعان ما تبدلت بـ«الخيانة» واليهود أنفسهم الذين هتفوا للمسيح باعتباره «الملك» هم من هتفوا أمام «الولي الروماني»: «اصلبه.. اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا» لذا كان «الصليب» حاضرا في «أحد الشعانين» لتذكر «محبة الله» أمام «خيانة الإنسان».
وتغير موقف اليهود سريعا من السيد المسيح لأنهم كانوا يرغبون في ملك أرضي يخلصهم من حكم الرومان القاسي لكنهم فوجئوا بالمسيح يقول «مملكتي ليست من هذا العالم».
«شعانين» جاءت أيضا من الكلمة العبرانية «هو شيعة نان» وتعني «يا رب خلص» ومنها تشتق الكلمة اليونانية «أوصنا» وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين وهي الكلمة التي استخدمها أهالي أورشليم عند استقبال المسيح.
ذكرى «أحد الشعانين» يتبعه ما يعرف لدى الأقباط بـ«أسبوع الآلام» وهو الأسبوع الذي شهد محاكمة المسيح حتى صلبه كما أنه يحمل هذا العام ذكرى تفجيرات «طنطا والإسكندرية» والتي تترك غصة في قلوب الجميع وتذكر أيضا بواقع الخيانة على القلوب المحبة.
متى تبدأ الكنيسة الأرثوذكسية أسبوع الآلام
تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما يعرف بأسبوع الآلام، خلال الأيام القليلة المقبلة والذي ينتهي بعيد القيامة المجيد، ويتميز بروحانيته العالية، وصلواته التي تعبر جميعها عن كم الآلام في هذا الأسبوع من كل عام.
وأسبوع الآلام يبدأ في اليوم التالي لأحد الشعانين المعروف بأحد الزعف، حيث تبدأ أيام البصخة المقدسة، الإثنين المقبل، وتستمر حتى الأربعاء.
طقوس البصخة المقدسة
البصخة المقدسة لها طقوس تتبعها الكنيسة القبطية منذ آلاف السنين، فالكنائس تكتسى باللون الأسود طوال أسبوع الآلام إذ يوضع ستر أسود على المنجلية (حامل الإنجيل) وتوشح أعمدة الكنيسة بالستر السوداء وتوضع صورة المسيح وهو مكلل بالشوك أو صورة المسيح المصلوب أو المسيح وهو مصليا في جبل جثيمانى في وسط الكنيسة ويوضع أمامها قنديل منير أو شمعة.
وكلمة بصخة تعني "فصح" ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول: "لما أرى الدم، أعبر عنكم"، كما بها إشارة إلى موت المسيح على الصليب، والذي فيه خلاص للجميع.
أربعاء أيوب
ويعرف يوم الأربعاء، بـ"أربعاء أيوب"، وفيه يصلي الأقباط أيضًا صلاة البصخة، ويتذكرون فيه خيانة يهوذا تلميذ السيد المسيح، عندما ذهب إلى مجمع الكهنة اليهود، وعرض مساعدتهم في تسليم السيد المسيح لهم مقابل بعض الأموال.
أما "خميس العهد"، هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، ويعرف أيضًا بالخميس المقدس أو خميس الأسرار، يُحيي فيه الأقباط ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه.
أما يوم الجمعة فهو يوم "جمعة الآلام"، وله عدة أسماء منها الجمعة الطويلة منها "الجمعة العظيمة"، يتم خلالها إحياء ذكرى صلب السيد المسيح، ويتذكر الأقباط آلام السيد المسيح بدء من القبض عليه، ثم تعذيبه على يد الجنود الرومان، وصلبه ودفنه، وتنتهي فيه صلاة البصخة بلحن "غولغوثا"، والذي يعني باللغة القبطية "قانون الدفن".
أما سبت النور أو سبت الفرح، والذي يأتي عقب الجمعة العظيمة، وقبل أحد القيامة، ويصلي خلاله الأقباط مساء السبت قداس عيد القيامة تذكارًا لقيامة السيد المسيح من الأموات.
الكنيسة تختتم الصوم الأربعيني
واختتمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الجمعة الصوم الأربعيني استعدادا لبدء أسبوع الآلام مع نهاية الاحتفال بأحد الشعانين الأسبوع المقبل.
الصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام
وتأتي الأربعين المقدسة في الوسط يسبقها أسبوع ويعتبر تمهيديا للأربعين المقدسة أو تعويضيا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، ويعقب ذلك أسبوع الآلام وكان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.