رئيس التحرير
عصام كامل

نساء على الطريق إلى البيت الأبيض!

لا يعرف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولا يكترث حتى معنى ووطأة وعواقب الفضيحة، لكنه كأي سياسي يعرف الطريق جيدا إلى معشوقته السلطة المرأة الأعز في حياته بأي ثمن ومهما كانت العثرات. قبل يومين -الثلاثاء- ترقب العالم كله، التحقيقات مع ترامب، ومواجهته بقاض اتهمه بـ 34 اتهاما وصفت بأنها جنائية، تراوحت ما بين التزوير وإخفاء بيانات في السجلات التجارية، والاحتفاظ بمستندات ووثائق محظورة في مزرعته في فلوريدا، والتآمر للحصول على البيت الأبيض في انتخابات عام 2016. 

 

أخطر الاتهامات شراء الصمت، والمقصود به أنه أخرس عاهرتين محترفتين بـ 300 ألف دولار، هددتاه وقت حملته الانتخابية عام 2015، فاشترى سكوتهما بالدولارات، وهو ما اعتبره المحققون شراء المكتب البيضاوى ورئاسة الولايات المتحدة بـ 300 ألف دولار.


وكما كانت باولا جونز، ثم مونيكا ليونسكي المتدربة اليهودية بالبيت الأبيض، وراء محاكمة الرئيس الأسبق بيل كلنتون في يناير 1999، أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله لإخفائه الحقائق والحنث باليمين، إذ كذب بشأن ممارسته الجنس مع المرأتين، فإن ساورني دانييلز نجمة البورنو، وامرأة أخرى أيضا كانتا وراء اعادة التحقيق وملاحقة المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، فمن دفع لهما هذه المرة أيضا لتعطيله عن السباق الرئاسي المقبل بعد عام واحد، وبخاصة أن نسبة تأييد الحزب الجمهوري لترامب تتجاوز الخمسين في المائة؟


يعتبر ترامب محاكمته عملا من أعمال الخيال العبثي في السياسة الأمريكية، أن يحقق مع رئيس أمريكي جنائيا في تهم يراها قانونيون كثيرون اضطهادا، وتلاعبا، وتدخلا من وزارة العدل، لاقصاء ترامب.  


اضطهاد سياسي

يرى ترامب أن القضاء في نيويرك مسيس، وطالب الجمهوريين المسيطرين علي الأغلبية في مجلس الشيوخ بحرمان وزارة العدل، والمباحث الفيدرالية FBI من الأموال. المدعي العام لمقاطعة مانهاتن في نيويورك ليس مستقلا تماما عن الحزب الديمقراطي، فهو في منصبه بعد انتخابات سياسية، نجح فيها، وبالتالي فهو خصم سياسي كما يرى محامو ترامب. 

 

دفع ترامب الكفالة وافرج عنه، لتبدأ محاكمته في ديسمبر القادم، ركب الطائرة وعاد إلى فلوريدا، مستثمرا الموقف التراجيدي الذي حرص على أن يبدو فيه متجهما رافضا ساخرا، فقد طلب وخضع للتصوير بالرسم داخل قاعة المحاماة شأن أي متهم جنائى، وأخذت بصمته شأن المجرمين، ولم توضع الأصفاد بمعصميه لأنه بالفعل تحت الحماية والمتابعة من حرس الخدمة السرية، شأن أي رئيس سابق!

 

بمجرد عودته إذن ألقى خطابا اعتبر ما حدث محاولة من البيت الأبيض لتعطيله عن سباق استعادة الحكم، واعتبر احتجازه ومحاكمته اضطهادا سياسيا شأن الاضطهاد الذي أدي في القرون الوسطى إلى حرق الساحرات، وهذا هو السر في لجوئه المستمر لاستخدام تعبير The Witches -Hunt. 

يحق للمرشح المتهم، أي مرشح متهم، خوض سباق الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يفعله ترامب، لكنه يفعله بذكاء، فقد حول مشهد محاكمته بسبب فضيحته مع امرأتين في الماضي، وبسبب التزوير المنسوب إليه، إلى لقطة عابرة، وإلى نقطة جذب للتعاطف، بل للتشكيك في نزاهة الديمقراطية الأمريكية كما يطبقها بايدن..
ولا يزال المشهد مفتوحا ومثيرا، ونتابعه.

الجريدة الرسمية