مبادرة توفيق.. وعودة الروح لضرائب عصرية

يبدو أن إدارة الضرائب المصرية تخطو لنقلة مهمة نحو التحول الكامل إلى منظومة الضرائب العصرية بالانتقال من عهد الإجراءات والمعاملات الورقية إلى إتمام كل التعاملات عبر منظومة إلكترونية حديثة، تيسر وتختصر الوقت لإنهاء إجراءات استيداء الضريبة بأقل المشكلات الممكنة.. 

ويبدو أن التطور في إدارة الضرائب المصرية لم يقتصر فقط على الإجراءات المميكنة التى استكملت بتصميم تطبيق الفاتورة الإلكترونية على جميع الشركات، ولكن امتدت إلى حدوث نقلة نوعية في تعاملات الإدارة الضريبة ومثلث المعادلة الضريبة إدارة وممولين ومحاسبين  في الاستماع إلى المشكلات والخلافات الضريبية وأيضا المقترحات والحلول المطروحة من جانب كبار الممولين وممثلى الشركات  في القضايا الضريبية المستجدة.. 

هذا ما تابعناه بحماس خلال لقاء رمضانى نظمته جمعية خبراء الضرائب المصرية بحضور رئيس مصلحة الضرائب مختار توفيق وعدد كبير من قيادات المصلحة وكبار الممولين والمحاسبين.. استعرض خلاله أشرف عبد الغنى رئيس الجمعية أهم المشكلات التى تواجه الممولين خاصة الشركات الكبرى حاليا وتتمثل في فروق العملة في ظل المتغيرات الأخيرة والتعاملات لبعض الشركات مع السوق الموازى..

حلول فورية للمشكلات

والمطالبة بضرورة وضع سعر استرشادى للدولار لأغراض المحاسبة الضريبية على غرار ما تم فى عام 2016، كما حددت جمعية خبراء الضرائب 5 مطالب لإنجاح وثيقة السياسة الضريبية للدولة في الخمس سنوات القادمة، والتى يجرى إعدادها حاليا وتشمل استقرار السياسة الضريبية وتشريعاتها.. والعمل على التوحيد بين سعر الضريبة المعلن وسعر الضريبة  الفعلي.. 

والاهتمام بالحصر الضريبى لزيادة قاعدة المجتمع الضريبى والحصيلة.. وعدم الاعتماد على معيار الحصيلة في تقييم عمل مأمور الضرائب لتأثيره السلبى على زيادة النزاعات الضريبية.. كما طرح عدد من ممثلة الشركات عدد من التساؤلات المهمة حول المعاملات والمشكلات الضريبية التى تواجههم حاليا وفى مقدمتها الخوف من التأثير السلبى لمتغيرات سعر صرف الدولار في الفترة الأخيرة وعدم اعتماد المصلحة لتلبية بعض الأنشطة تعاملاتها من خلال السوق الموازى ومشكلات لعقود شركات السياحة وشركات  التأجير التمويلى وغيرها من القطاعات.. 

والمفاجئ أن رئيس مصلحة الضرائب فاجأ الجميع سواء بتقديم حلول فورية لكل ما طرح من مشكلات وتساؤلات أو بإعلان تشكيل لجان بالفعل لبحث إصدار سعر استرشادى لتعاملات الممولين بالدولار خلال الشهور الماضية سيصدر خلال أيام، وكذا تشكيل لجان بين خبراء من المصلحة وممثلى قطاعات السياحة والتأثير التمويلى لحل مشكلتهم.. 

تعميم الفاتورة الإلكترونية

كما أكد رئيس المصلحة أن وثيقة السياسة الضريبية للأعوام الخمسة المقبلة سيشارك في إعدادها كل أطراف المعادلة الضريبية مرحبا باى مقترحات في هذا الشأن.. كما أكد أن الإدارة الضريبية مهتمة بشدة لخلق مناخ من الثقة والتعاون مع مختلف قطاعات الممولين.. 

وأعلن أيضا مختار توفيق أن تعميم تعاملات الفاتورة الإلكترونية أمر محسوم بنهاية أبريل الجاري نافيا مد المهلة لأى قطاعات، وأكد أن هدفنا أحداث نقلة حضارية نحو ضرائب إلكترونية عصرية على غرار الموجود في الدول المتقدمة ولصالح جميع الأطراف، وطالب مجتمع الأعمال والشركات بالتفاعل مع منظومة الإجراءات الإلكترونية أكثر وحذر من خطورة تجاهل التوقيتات القانونية للإجراءات الإلكترونية..

لافتا إلى انتهاء عصر الإخطار بالضريبة عبر خطاب بعلم الوصول بالبريد لآن الإجراءات كلها أصبحت إلكترونية وتجاهل الرد على الخطابات الإلكترونية الخاصة بربط الضريبة وفق التوقيت القانونى يحرم الممول من الاستفادة من إجراءات التظلم على الربط والمناقشة وتشكيل لجان داخلية والعرض على لجان الطعن، وغيرها من إجراءات التظلم على ربط الضريبة.. 

انفراجة الغلاء والدرس للحكومة

استقرار الغلاء.. ولا عزاء للمصريين

وأكد مختار توفيق رئيس المصلحة أن المرحلة القادمة ستشهد مزيد من التعاون والتنسيق مع أطراف العمل الضريبي لتأكيد الثقة المتبادلة وحل أى مشكلات تعترض تطبيقات الضريبة وتسهيل التعاملات مع إجراءات الضرائب الإلكترونية الحديثة.. وما تابعناه من تفاعل كبير بين رئيس مصلحة الضرائب وكبار الممولين وممثلى الشركات وفروع الشركات الأجنبية العاملة في مصر بمثابة عودة الروح الايجابية بين أطراف العمل الضريبي لمصلحة الجميع..