فتنة الجزيرة!
أينما كانت مصلحة العرب كانت قناة الجزيرة في الاتجاه المعاكس! هكذا هي خلاصة التجارب -المتعددة والمريرة- مع هذه القناة التي لا تتوقف عن محاولات إرباك المشاهد العربية كلها وإبقائها ملتهبة على الدوام! والجزيرة.. على عهدها وطبعها القديم.. وهما دائما عندها يغلبان التطبع..
تعود المياه بين قطر وشقيقاتها العربيات إلي طبيعتها فتكون هي في معسكر المناهضين وتدس السم في العسل، بحيث يختلط الحابل بالنابل فعلا ويتساءل الناس وعذرهم معهم عن المسئول عما يذاع فيها بينما الحكومة القطرية تسير في طريقها في التعاون مع الأشقاء؟!
الزيارات متبادلة على أعلى مستوى بلغت حد الوساطة بين مصر وتركيا ثم متبادلة علي باقي لمستويات بوتيرة أوسع وأسرع تصب كلها في مصلحة العمل العربي المشترك إلا أن الجزيرة دائما لديها ما ينغص هذه الأجواء ويعكر صفوها بما تبثه -حتي لو بحرفيه إعلامية كبيرة لكن تبقي الرسائل بين السطور- وأحيانا صراحة فوق السطور قادرة على إفساد أي علاقات بينية أو على الأقل تعطيلها وجذبها إلي الخلف والتشويش عليها وتظل حالة تعامل الجزيرة مع مصر مثالا لذلك..
أخبار غير صحيحة
فلم تزل القناة علي غيها وضلالها القديم من نشر أنباء غير صحيحة عن الداخل المصري وتحديدًا الحالة الأمنية المصرية معتمدة علي تقارير لجهات يمكن وصفها بالمشبوهة وهي طبعا غير محايدة في تقاريرها وإحصائياتها وأرقامها ومعلوماتها وهي دائما تفتقد لتوثيق معلوماتها ولإسنادها إلى أي مصدر! وهكذا تكون تقارير القناة المستمرة عن حال المحالين إلي محاكمات وغيرهم ممن هم محل تحقيقات جارية لا يصح أن تكون محل تناول إعلامي!
كما يبدو تناول القناة للملف الاقتصادي المصري يتراوح بين طرفين كلاهما يدينها.. أولهما التناول غير المهني والثاني سوء النية! علي سبيل المثال الطروحات الحكومية في البورصة تتعمد الجزيرة عدم ذكر النسبة المطروحة ولا قيمتها من إجمالي الأسهم وهكذا في عمليات الاستحواذ لا يتم ذكر شروط البيع ومافيها من ضمانات استمرار النشاط والحفاظ على حقوق العمال!
وبذلك تمنح القناة الإنطباع المزيف للمشاهد أن الحكومة المصرية تصفي وتبيع إلي حد الهرولة للتخلص من تركة لديها كصورة من برنامج الخصخصة القديم! هل المطلوب الرد والاشتباك؟! حتي تعود القطيعة إلي مجاريها؟!
من يتابع تغطيات الجزيرة للمشهد العربي كله يتأكد من تجميدها عند مواقفها في 2011! فهي في سوريا مع ذات الجماعات التي دمرت البلد الشقيق وسنجدها مسئولة -بدرجة أو بأخري- عن الفتنة بين مكونات المشاهد في تونس والسودان ولبنان وستجدها في ليبيا مع بقاء الأوضاع كما هي عليه.. ميليشيات وفوضي وضرب عرض الحائط بأي اتفاقيات ومساعي تحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق !
إنها فتنة الجزيرة وجزيرة الفتن !