رئيس التحرير
عصام كامل

برامج ومساخر!

ما التشويق والإثارة والمتعة والفائدة في برامج كل مهمتها أن تسأل ضيوفها عن أسرار إن صحت كان تخص صاحبها وإن لم تصح كانت تشهيرا وتجريسا؟! ما الذي سيستفيده الناس من أن فلانا كان متزوجا قبل زوجته أو متزوجا بعد زوجته وفي الحالتين يخفي القصة عن عروسه العلنية على أساس أن الباقي زواج سري؟! وماذا لو كان كل ذلك غير صحيح يطول الناس بالتلميح أو بالتصريح بالباطل وبالتجني؟!

 

وما الذي سيستفيده الناس من متابعة أسئلة عن الشقة السرية للسهرات الخاصة والتي لم يغلقها صاحبها حتى إذاعة البرنامج؟! وماذا لو لم تكن القصة حقيقية؟! ما شكل الضيف أمام أولاده وزوجته أو عروسه لو كان متزوجا حديثا؟ وما شكله أمام الناس كلها.. جيرانه وأقاربه وسائقه وكل المتعاملين معه في أي مكان في العالم كالنادي والمتاجر وغيرها وغيرها؟! وماذا لو كان الموضوع أصلا غير حقيقي؟!

 

وما الذي سيعود على الناس أن السلسلة التي يرتديها الضيف إهداء من حبيبىة سابقة؟! وما شكل الضيف لو القصة حقيقية؟ وما شكل حبيبته السابقة لو كانت القصة حقيقية؟! وما شكلهما معا لو القصة غير حقيقية؟! وما شكلها لو كانت ارتبطت أو تزوجت؟!

 

وهكذا.. ضعوا أي كارثة في أي جملة مفيدة وتخيلوها محل دقائق كاملة يحيطها الاتهام للضيف والتوبيخ والصراخ والعويل والنفي والتأكيد وتهديدات بالانسحاب من البرنامج؟! ما الفائدة على شعبنا؟! ومتى تنضبط هذه القنوات المعروفة بالاسم وتكاد تكون تخصصت أو اشتهرت بهذه النوعية من البرامج؟! 

 

 

أما الخسائر هل تحب - عزيزي القارئ - أن نصدمك؟ هل تعرف كم قنبلة موقوتة تم تمريرها في السطور السابقة؟! كلها ترسخ لقيم التفسخ الاجتماعي والصراعات المادية والتخنث والفساد الأخلاقي والتفاهة والإدمان والهيافة والنميمة والحياة السرية بعيدا عن شركاء الحياة؟ هل انتبهت لذلك؟ لكل ذلك الذي يتم تمريره لعقلك الباطن؟! فما بالك عندما تشاهدها على الشاشة؟!

الحروب الجديدة على شعبنا مستمرة.. وحروبنا بجانب شعبنا مستمرة أيضا!

الجريدة الرسمية