الذكاء الاصطناعي.. وأزمة ترامب!
هل سيكون الذكاء الاصطناعي العدو الأخطر للإنسان في قادم الأيام.. السؤال من عندي.. لكن الإجابة يمكن استنباطها مما نشرته الواشنطن بوست عن حجم القوة المدمرة لمثل هذا الذكاء الذي استطاع أخيرا نشر صور مزيفة لاعتقال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على يد قوات شرطة، فى أعقاب ما أثير من تكهنات باحتمال توجيه اتهامات له فى نيويورك على خلفية علاقته بالممثلة الإباحية ستورمي دانيالز..
وما قد يستتبعه ذلك من اضطرابات قد يثيرها أنصار ترامب الذين سبق لهم اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي في مشاهد أثارت الرعب وهددت بتقويض اليمقراطية الأمريكية في عقر دارها.
ترامب المثير للجدل والقلق لم يقف مكتوف اليدين بل حذر من موت ودمار محتملين إن وُجهت إليه اتهامات جنائية، بعد ساعات من تأكيد مدعي نيويورك، الذين يحققون في دفعه أموالا لممثلة الأفلام الإباحية نظير الصمت، أنهم لن يخضعوا للتهديد.
وبصرف النظر عن موقف ترامب فإن خطورة الذكاء الاصطناعي تتجاوز الحدود يومًا بعد يوم ويبدو طبيعيا في سياق كهذا أن يحذر خبراء المعلومات المضللة من تدفق موجات الصور ومقاطع الفيديو المزيفة إلى السوشيال ميديا بعد الأحداث الإخبارية الكبرى –كما حدث مع ترامب ومع الرئيس بوتين أيضًا- وترويج مزيد من الحقائق المشوشة والخيالية فى أوقات حرجة للمجتمع، وهو ما قد يحدث مزيدًا من الضوضاء ويزيد من مستوى السخرية، وينتهي بفقدان الثقة فى الأنظمة وما يخرج عنها من معلومات..
وأحسبها لن تتوقف عند حد التلاعب والفبركة وإنشاء صورة مزيفة يمكن كشفها وتفنيدها بمعرفة الخبراء بل تتجاوز ذلك إلى استخدام أدوات توليد صور حقيقية، مليئة بالخلفيات التفصيلية، وعلى نطاق واسع لاسيما بعد إصدار نسخة جديدة من برنامج "ميدجورني" Midjourney القادر على تحويل نص إلى صورة، كما يمكنه الآن، من بين أشياء أخرى، إنتاج صور مقنعة تحاكي نمط صور وكالات الأنباء..
وهو ما يعني إنتاج أخبار مزيفة تثير البلبلة والفوضى المعلوماتية.. الأمر الذي يلحق الضرر بالمجتمعات عبر تخريب العلاقات وإحداث مشكلات وهزات اجتماعية وسياسية وربما يتحول مثل هذا الذكاء الاصطناعي إلى سلاح للابتزاز وهتك الخصوصيات والأعراض، ناهيك عما قد يحدثه من تدمير للبشرية إذا ما جرى استخدامه في سرقة الأسرار النووية وربما إطلاق الأسلحة التدميرية التي لا تبقي ولا تذر.. اللهم احفظ البشرية من شر العقول المدمرة!