هل ندم الغرب على إنهاء مستقبل سيارات الوقود الإحفوري ؟
لم يكن سهلا قرار إنهاء مستقبل سيارات الوقود الإحفوري من أجل غاية أكبر وأهم، حماية البيئة وجعل الأرض صالحة للحياة لأجيال المستقبل، ومع ذلك يبدو أن وضع حد أقصى للتحول إلى الطاقة البديلة يشعل الخلافات الشديدة داخل الاتحاد الأوروبي لدرجة تهديد بعض الأعضاء بالانسلاخ عنه وتبني سياسات بديلة تحقق مصالح هذه البلدان.
قانون جديد يحظر بيع سيارات الوقود الإحفوري
في فبراير الماضي صوت البرلمان الأوروبي لصالح قانون جديد يحظر بيع سيارات الوقود الإحفوري من مركبات البنزين والديزل اعتبارًا من عام 2035، لكن بعض الدول الكبرى على رأسها ألمانيا تقاوم التغيير وشكلت تحالفًا لمعارضة قرار الاتحاد.
يحمل الاتحاد الأوروبي سيارات الوقود الإحفوري المسئولية عن حوالي 15 % من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دول الاتحاد، لهذا طالب التشريع صانعي السيارات بتقليل انبعاثات الكربون من السيارات الجديدة بنسبة 100 %، ولن يحدث ذلك إلا بالتحول الكامل بحلول عام 2035، ووقف الُسماح ببيع أي مركبات جديدة تعمل بالوقود الأحفوري.
دول كبرى ترفض حظر سيارات القود الأحفوري
انضمت مجموعة من الدول الصديقة لـ سيارات الوقود الإحفوري بقيادة ألمانيا إلى دول مثل إيطاليا وبولندا وبلغاريا وجمهورية التشيك لمعارضة التشريع الجديد، وتعمل هذه الدول معًا لضمان إعفاء السيارات التي تعمل بالوقود من الحظر.
يتصاعد الخلاف كل يوم حول محركات الاحتراق، للدرجة التي أوجدت نزاعات ضخمة في الاتحاد الأوروبي، وكل جبهة تقاتل وتشحد الدول التي تقف على الحياد من إجل تعزيز وجهة نظرها في إبقاء أو إعدام سيارات الوقود الإحفوري.
هذا الصراع جعل المجلس الأوروبي يقوم بتأجيل التصويت النهائي بعد أن فقد الأغلبية اللازمة للحصول على الضوء الأخضر وحسب متحدث باسم السويد التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي التصويت سيجرى "في الوقت المناسب".
جاهزية الاتحاد الأوروبي للتحول إلى السيارات الكهربائية
تعد إيطاليا موطن ماركات السيارات الكبرى مثل فيات وفيراري، وتعتمد بشكل كبير على سيارات محركات الاحتراق الداخلي، إذ يعمل لديها حوالي 270 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر في صناعة السيارات في البلاد.
وزير النقل الإيطالي ماتيو سالفيني وصف القانون الجديد بأنه انتحار اقتصادي للاتحاد الأوروبي، واعتبره يصب في صالح الصين ويضر بصناعة السيارات الأوروبية، كما حاول وزير الخارجية أنطونيو تاجان تخفيف التشريع، داعيًا إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 90% بدلًا من 100%.
وزير الطاقة جيلبرتو بيتشيتو فراتين رد هو الآخر في بيان وأكد أن بلاده ستعرب عن موقفها ضد اللائحة الأوروبية المقترحة التي تحظر إنتاج وبيع السيارات والشاحنات ذات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035" لافتا إلى اختيار السيارات الكهربائية لا ينبغي أن يكون الطريقة الوحيدة لتحقيق انبعاثات صفرية في الفترة الانتقالية.
رأي خبراء السيارات في الأزمة الأوروبية
يرى خبراء من أن الصناعة الأوروبية وجمهور السيارات غير مستعد حتى الآن لمثل هذا التغيير السريع، خاصة ان الكثيريين ليس لديهم القدرة المالية على تحمل شراء السيارات الكهربائية وبنيتها التحتية المكلفة.
ويوضح الخبراء إن الادعاء بأن السيارات الكهربائية أرخص ثمنًا ليس حقيقيا، بطاريات السيارات الكهربائية، الجزء الرئيسي في سيارات العصر الجديد يتم إنتاجها في الخارج، وليس في الاتحاد الأوروبي، ما يدفع بلد مثل ألمانيا إلى طلب مزيد من الحرية لكل بلد في تحديد الوقت المناسب لحظر محركات الاحتراق الداخلي.
وتعتبر ألمانيا موطن أكبر شركات صناعة السيارات في العالم، مجموعة فولكس فاجن، وبي إم دبليو وغيرهم من الماركات الكبرى، لهذا هي واحدة من أقوى الأصوات الرافضة والتي تدعو الاتحاد الأوروبي للسماح لمحركات الاحتراق الداخلي باستخدام الوقود المحايد الكربوني أو الوقود الإلكتروني بعد عام 2035.
توضح ألمانيا ان السيارات الكهربائية "الطريق الصحيح" لإنقاذ البيئة، ولكن ينبغي أيضًا دعم تقنيات الانبعاثات الصفرية الأخرى حتى تمكين النظام الجديد والتخلص من مشكلاته، وتقترح استخدام الإصدارات المعدلة من محركات الاحتراق الداخلي.
النزاع الأوروبي جعل الاتحاد يتفهم المشكلة وينص على إنشاء فئة جديدة من السيارات في الاتحاد الأوروبي تعمل على أنواع محددة من الوقود باستخدام التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات، لكن حتى هذا الاقتراح حسب خبراء لن يحل الأزمة مع محور الرفض في الاتحاد، إذ سيتسبب في مشاكل ضخمة لأنه يتطلب تطوير محركات جديدة، وهو أمر مكلف وشاق على صناعة السيارات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
