كارثة الوقود الأحفوري.. وشهادة جديدة بنجاح (كوب 27)
التغيرات المناخية لا تزال همًا أو كابوسًا يطارد الإنسانية ويهدد بقاء البشر والكائنات الحية على ظهر الكوكب؛ وهو ما دفع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لطرح قضية المناخ للنقاش على أجندة اجتماعاته، إلى جانب حلقات نقاش تناولت موضوعات مثل تحول الطاقة والاستدامة البيئية.
في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إن الالتزام بالحد من الاحتباس الحراري، بمعدل 1.5 درجة مئوية أعلى من معدلات ما قبل الثورة الصناعية "لم يأت بنتيجة"، وأضاف: "أننا نتعامل مع كارثة مناخية، كل أسبوع يأتي بقصة رعب مناخية جديدة"، متهمًا منتجي الوقود الأحفوري وداعميهم الماليين بـ"التسابق لتوسيع الإنتاج، مع العلم جيدا أن نموذج أعمالهم لا يتوافق مع بقاء الإنسان"، كما حذر من أن العديد من الشركات تضع أهدافًا مناخية بناءً على معايير مشكوك فيها أو غامضة.
الأمين العام للأمم المتحدة قال "علمنا الأسبوع الماضي أن بعض منتجي الوقود الأحفوري كانوا مدركين تماما في السبعينيات، أن منتجهم الأساسي كان يحرق كوكبنا"، في إشارة إلى تحليل أظهر أن علماء شركة إكسون موبيل توقعوا بدقة الاحترار العالمي المستقبلي في تقارير تعود إلى عقود ماضية..
على الرغم من أن الشركة استمرت علنا لسنوات في التشكيك في علم المناخ والضغط ضد العمل المناخي؛ الأمر الذي دفع تود سبيتلر، المتحدث باسم الشركة للرد بتصريحات لشبكة سي إن إن CNN: بقوله "تلتزم إكسون موبيل بأن تكون جزءًا من حلم مشكلة التغير المناخي والمخاطر التي يمثلها".
دعوة لتوقف الوقود الأحفوري
مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة وجدت ما يعززها في تقرير جديد نشرته مجموعة Reclaim Finance، أن عشرات البنوك والمؤسسات المالية التي تعهدت بصافي الانبعاثات الصفري، لا تزال تضخ الأموال في الوقود الأحفوري؛ وهو ما دعا الأمين العام للأمم المتحدة لمطالبة الشركات بطرح خطط انتقالية موثوقة وشفافة حول كيفية تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول العام الجاري..
كما أطلقت مجموعة ناشطين دوليين في مجال المناخ، التماسا بعنوان الوقف والكف، يدعو الرؤساء التنفيذيين للوقود الأحفوري إلى "التوقف فورًا عن فتح أي مواقع جديدة لاستخراج النفط أو الغاز أو الفحم، والكف عن عرقلة الانتقال إلى الطاقة النظيفة". ووقع على تلك العريضة 800000 شخص ولا يزال العدد في ازدياد..
انتقادات الأمين العام للأمم المتحدة لعودة الوقود الأحفوري للواجهة يعيدنا لقمة المناخ الأخير بشرم الشيخ والتي أسهمت فيها مصر بجهود وافرة لتحريك المياه الراكدة في ملف التغيرات المناخية برائاستها لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ (كوب 27)..
وهو المؤتمر الذي حقق نجاحات بشهادات دولية عديدة؛ منها ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن العالم حقق في كوب 27 بمصر إنجازات مهمة، بما في ذلك التقدم في معالجة الخسائر والأضرار وتسريع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، فضلا عن دعوة غير مسبوقة لإصلاح الهيكل المالي العالمي.
الأمين العام للأمم المتحدة دعا أيضًا في افتتاح المؤتمر الدولي لمقاومة تغير المناخ في باكستان إلى إيجاد طرق إبداعية لتمكين البلدان النامية من الحصول على إعفاء من الديون والتمويل بشروط ميسرة، مؤكدًا أن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ حقيقي وأن البلدان النامية وهي الأقل مسئولية أول من يعاني، مشيرا إلى أن باكستان التي تمثل أقل من واحد في المائة من الانبعاثات العالمية لم تتسبب في أزمة المناخ لكنها تعيش أسوأ آثارها.