حتى لا يتآكل الأمل!
الحياة بلا أمل ليست حياة، إنما هى الموت ذاته.. لذلك أخطر شىء يمكن أن يواجه أمة هو فقدان الأمل لدى أبنائها، خاصة صغار السن منها.. وتآكل الأمل لدى الأمم له مظاهر عديدة ومتنوعة لكن أخطرها وأكثرها إثارة للقلق هو سعى أبنائها لتركها والهجرة خارجها بحثا عن حياة أفضل في أرض أخرى، سواء كانت هذه الهجرة شرعية أو غير شرعية يكتنفها مخاطر الموت غرقا ويلفها صعوبات شديدة.
والأمم والشعوب التى تفقد الأمل تصير بلادها بلا مناعة ضد التآمر الخارجي والداخلي أيضا.. أى تكون مستباحة من قبل غيرها من الدول ومن الحكومات وأجهزة المخابرات لكل التنظيمات المختلفة.. أى تمكن منها الذين يسعون للنيل منها وإخضاعها لإرادتهم وفرض الوصاية عليهم.. وهذا أكبر خطر يهدد الدول بتقويض كياناتها.. والأمثلة على ذلك موجودة بشكل صارخ في منطقتنا.
أما وصول الأمم والدول إلى تلك الحالة فإن له أسبابا مختلفة وعديدة مثل فقدان الاستقرار الأمني، أو غموض المستقبل السياسى أو التعرض لاضطراب اجتماعى.. غير أن السبب الأكثر شيوعا لتأكل الأمل لدى الشعوب هو الإصابة بأزمات اقتصادية شديدة..
فالناس يمكنها أن تتحمل لفترة أطول فقدان الأمن والاضطراب الاجتماعى وغموض المستقبل السياسى، لكنها تشعر بقلق دوما أكبر عندما تتعرض لأزمات اقتصادية شديدة.. ويزيد قلقها عندما لا تعرف متى تنقشع تلك الأزمات وتتحسن بالتالى الأحوال المعيشية.
هنا يصير واجبا إذا أردنا حماية الأمل في الغد من التآكل لدى أى أمة ألا نكتفى بإعلام أهلها أن الأزمات الاقتصادية سوف تنقشع وإنما يتعين علينا أن نبشرها متى يتحقق.. وعلينا أن نأتى دوما بأعال وأعمال تخفف وطأة تلك الأزمات عليها وتشيع لدى أبنائها الأمل في خلاص قريب من تلك الأزمات.