صراع الشمال والجنوب، الأمم المتحدة تستعد لتوزيع ثروات أعالي البحار
معاهدة أعالي البحار، بعد أكثر من عقد على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق عادل بشأن ملف "أعالي البحار" الشائك اتفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على نص بشأن أول معاهدة دولية من أجل هذه المياه التي تشكّل كنزا حيويا يغطي نحو 60% من محيطات العالم ونحو نصف كوكب الأرض.
وأعلنت رئيسة المؤتمر رينا لي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، التوصل إلى اتفاق. وقالت وسط تصفيق المندوبين لفترة طويلة "السفينة وصلت إلى الشاطئ"، ولم تنشر الصيغة الدقيقة للنص حتي الآن، لكن ناشطين عبّروا عن ارتياحهم، معتبرين أن التوصل إليه يشكّل خطوة على طريق حماية التنوّع البيولوجي بعد مناقشات دامت أكثر من 15 عاما.
معاهدة أعالي البحار
وتعتبر معاهدة في هذا الشأن ضرورية للحفاظ على 30 % من اليابسة والمحيطات في العالم بحلول 2030، كما أكدت حكومات العالم في اتفاقية تاريخية تم توقيعها في مونتريال ديسمبر الماضي.
وقالت لورا ميلر من منظمة "السلام الأخضر"، "هذا يوم تاريخي يجب حفظه وإشارة إلى أنه في عالم منقسم يمكن أن تنتصر حماية الطبيعة والناس على الأوضاع الجيوسياسية".
ووصف مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون البيئة فيرجينيوس سينكيفيسيوس الأحد التوصل إلى نص المعاهدة بأنه "خطوة حاسمة إلى الأمام للحفاظ على الحياة البحرية والتنوع البيولوجي الضروريين لنا وللأجيال القادمة".
وبعد أسبوعين من المحادثات المكثفة بما في ذلك جلسة ماراثونية استمرت لنحو 40 ساعة، وضع المندوبون اللمسات الأخيرة على نص لا يمكن تغييره الآن بشكل كبير.
وقالت رينا لي للمفاوضين "لن تكون هناك إعادة فتح للقضايا أو مناقشات جوهرية". وأعلنت أنه سيتمّ تبني الاتفاقية رسميا في وقت لاحق بعد عرضها على محامين وترجمتها إلى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالمندوبين، مؤكدا، بحسب متحدث باسمه، أن الاتفاقية تشكّل "انتصارا للتعددية وللجهود العالمية لمواجهة الاتجاهات المدمّرة التي تواجه صحة المحيطات الآن وللأجيال القادمة".
أعالي البحار
وتبدأ أعالي البحار من النقطة التي تنتهي فيها المناطق الاقتصادية الخالصة للدول، على بعد 200 ميل بحري (370 كيلومترا) حدًّا أقصى عن الساحل. وهي لا تخضع لأي ولاية قضائية وطنية من الدول.
وتمثّل هذه المساحة أكثر من 60% من محيطات العالم وحوالى نصف مساحة سطح الكوكب، ولا تأخذ الاهتمام نفسه الذي يمنح للمياه الساحلية.
وتنتج النظم البيئية للمحيطات نصف الأكسجين الذي تتنفسه البشرية، وتحدّ من الاحترار المناخي عبر تخزين جزء كبير من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة الصناعية.
وحوالى 1% فقط من أعالي البحار محمي حاليا.
وعندما تدخل معاهدة أعالي البحار الجديدة حيز التنفيذ، ستسمح بإنشاء مناطق بحرية محمية في هذه المياه الدولية، كما ستلزم الدول بإجراء تقييم للأثر البيئي للأنشطة في أعالي البحار.
الشمال الغني والجنوب الفقير
وأشار الخبراء إلي أن مصير أي اتفاقية يتوقف على تحقيق الإنصاف بين الشمال الغني والجنوب الفقير، حيث كافحت البلدان النامية التي لا تملك الوسائل الكفيلة بتحمّل نفقات الأبحاث المكلفة، من أجل عدم استبعادها من المكاسب المتوقعة من تسويق المواد المحتملة المكتشفة في المياه الدولية.
وقد تتحقّق معاهدة أعالي البحار أرباح من الاستخدام الصيدلاني أو الكيميائي أو التجميلي للمواد البحرية المكتشفة حديثًا ولا يملكها أحد.
وكما هو الحال في المنتديات الدولية الأخرى ولا سيما مفاوضات المناخ، تحوّل النقاش إلى جدل حول مسألة ضمان المساواة بين جنوب العالم الأفقر والشمال الأكثر ثراءً، كما لاحظ مراقبون.
وفي خطوة اعتبرت محاولة لبناء الثقة بين الدول الغنية والفقيرة، تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم 40 مليون يورو (42 مليون دولار) في نيويورك لتسهيل التصديق على المعاهدة وتنفيذها في وقت مبكر.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي أيضًا خلال مؤتمر "محيطنا" في بنما الذي اختتم الجمعة الماضية، عن 860 مليون دولار للبحث والمراقبة والحفاظ على المحيطات في العام 2023.
وقالت بنما إن الدول تعهدت بتقديم ما مجموعه 19 مليار دولار.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.