رئيس التحرير
عصام كامل

أفريقيا التي لا نعرفها

تهرول أفريقيا نحو التقدم والتنمية، وتهرول إليها حكومات الاتحاد الأوروبي والصين وأمريكا وتعقد معها مؤتمرات دورية، فأصبحت هناك القمة الأمريكية والصينية والأوربية مع الأفارقة، ومنذ سنوات الاستعمار عانت أفريقيا من نشوب عدد كبير من الحروب والصراعات وكانت أسوأها حرب الكونغو الثانية، التي وصفت بأنها أشد الصراعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية.

 

ومنذ التسعينيات حققت معظم بلدان القارة تحولًا هائلًا وانتهت معظم الحروب الكبيرة وأصبح الكثير من الدول تعيش في سلام. ومع استقرار البلدان تحسنت الإدارة وانخفض معدل وفيات الأطفال الناجم عن سوء التغذية والوفيات الأخرى الناجمة عن الملاريا، وانخفضت معدلات الأمية بشكل كبير، وأحرزت أفريقيا بالفعل بعض التقدم فيما يتعلق بمستويات الفقر.

 

وتمتلك أفريقيا الآن ما لا يقل عن 30 في المائة من الموارد المعدنية المتبقية في العالم، وخاصة الموارد الطبيعية المطلوبة لتجديد الاقتصاد العالمي للمضي قدما، وهي أيضا سلة غذاء العالم تمتلك أخصب الأراضي الزراعية والثروات الخام والمعادن النفسية الهامة التي يمكن استخدامها في التحول للطاقة النظيفة.. 

 

فقر الإدارة

إضافة للاكتشافات من البترول والغاز الطبيعي التي تتمتع بها دول أفريقيا كمصر ودول شمال وشرق القارة ما يجعلها مركزا للطاقة. ورواندا التي عاشت منذ سنوات قليلة تجربة حرب أهلية دموية مدمرة ها هي تنتج وتصدر سيارة فولكس فاجن منتجة محليا، وتنزانيا -شرق القارة- تستلهم التجربة الرواندية الرائدة في التنمية والاستثمار والتصنيع! 

 

الفقر الحقيقي هو فقر الإدارة.. مهما كانت مواردك كثيرة فلن تتقدم بإدارة فاشلة.. ومهما كانت مواردك شحيحة فبالإرادة السليمة ستعظم من الناتج الذهنية للدولة أمام العالم هامة ومهمة وتهمنا وتهم الآخرين.. فى جذب الاستثمارات والتعايش ومرونة الحركة وزيادة التأثير.. 

 

فالصورة الذهنية ترتبط أساسا بحجم وكم الأخبار الإيجابية التى تروج عنك.. عن مجموعة الأحداث والتطورات والمناسبات الايجابية التي تدور على أرضك.. الرصيد الحضاري والتاريخ والآثار عناصر تدعم تلك الصورة، ولكن لا تجمل الواقع إلا إذا كان يستحق. 

 

وكانت المفاجأة في مؤشر الازدهار في 38 بلدًا أفريقيًا بناء على عدة معايير تعتمد على الاقتصاد والتعليم والصحة، عن تبوأ بوتسوانا قائمة تتضمن 10 بلدان الأكثر ازدهارًا في أفريقيا. واحتل المغرب المرتبة الثالثة، تليه تونس والجزائر في المرتبتين الخامسة والسادسة على التوالي.

 

وتتميز بوتسوانا، وهي دولة غنية بالماس في جنوب أفريقيا، بناتج محلي إجمالي للفرد الواحد يبلغ 15,176 دولار، فضلًا عن تميزها بالحكم والتعليم والحرية الشخصية. ويُذكر، أن بوتسوانا التي تصدرت المؤشر للسنة الثالثة على التوالي، تنفق 8 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم، وتعتبر من بين أكبر المنفقين في هذا القطاع في العالم.

 

وفي المقابل، احتلت جمهورية أفريقيا الوسطى المرتبة الأدنى في القائمة. ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في البلاد 584 دولار. وعانت أفريقيا الوسطى من زيادة أعمال العنف منذ نهاية العام 2012، فضلًا عن أن نسبة 21.5 في المائة فقط من سكانها يحصلون على خدمات الصرف الصحي وفقا لمؤشر الازدهار. 

 

 

ويعتبر رأس المال العالمي أحد أكبر الجسور من خلال الأفارقة في الشتات. على مدى السنوات القليلة الماضية وقد تجاوز إجمالي التحويلات الواردة إلى غانا  مثلا من المغتربين 4 مليارات دولار أمريكي، وهذا الرقم هو أكثر مما تقترضه من الوكالات المتعددة الأطراف في عام وأكثر بكثير مما نحصل عليه من الاستثمار الأجنبي المباشر في غانا في عام. وكلها تجارب واعدة.

الجريدة الرسمية