كيف نجحت السعودية في تجفيف منابع الفكر السلفي؟
تحقق المملكة العربية السعودية كل يوم خطوات فارقة في تجفيف منابع الفكر السلفي ـ الإخواني، إذ تستمر حملة الدولة على تجفيف منابع الوهابية، في وقت متزامن مع تكثيف مصادر الثقافة والترفيه، ومنح الفرصة للكتاب من أنصار المجتمع المفتوح، في بث أفكارهم بالصحافة وكل مصادر تعزيز الوعي في البلاد.
قرارات السعودية الحازمة ضد الوهابية
يقول أحمد عصيد، الكاتب والباحث إن المملكة العربية السعودية قررت بحزم عبر رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تفكيك الوهابية العالمية، والتراجع عن تمويل المساجد والجمعيات السلفية التي كانت تنفق عليها في القارات الخمس، ونتج عنها توليد فكر يجمع بين العقيدة الوهابية والإخوانية المصرية.
أضاف الباحث، أن الفكر السلفي ـ الإخواني، نجح في بناء خطاب مضاد للدولة بمعناها الحديث، فكانت نتيجته إحداث خراب كبير مادي ومعنوي في كثير من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، موضحا أن إصرار السعودية على تجفيف منابع هذا الفكر دفع مجموعة كبيرة من مشايخ السلفية السائرين إلى نهج الدولة للاعتذار عن التطرف السابق واعترفوا أنهم كانوا يصعبون الحياة على الناس.
وأشار الباحث إلى انتهاج السعودية شعارات لا تراجع عنها، تعزز من قيمة الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بين الديانات، وحوار الأديان، والمساواة على قاعدة المواطنة.
وشدد الكاتب على أهمية مواجهة الغلو والتطرف من خلال حكومات الدول الإسلامية، عبر تأهيل ودعم نخبة من الفقهاء لتغيير القراءة التراثية للدين الإسلامي، وتقديم قراءة بديلة من داخل المرجعية الإسلامية نفسها، تربط النصوص بسياقاتها التاريخية، وتمحو الصورة السلبية التي صنعها قوى الشر السلفية والإخوانية عبر العالم عن الإسلام، على حد قوله.
عن السلفية وتاريخها
السلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهما، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.