رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 15 رمضان.. مولد الحسن بن علي بن أبي طالب

حدث في رمضان
حدث في رمضان

حدث في رمضان، في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في العام الثالث للهجرة الموافق 1 مارس 625م وُلد الحسن بن علي بن أبي طالب.

الحسن بن علي بن أبي طالب

والحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، هو أول أسباط نبي الإسلام محمد بن عبد الله وحفيده، وخامس الخلفاء الراشدين، أطلق عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، وكنيته أبو محمد، أبوه علي بن أبي طالب ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورابع الخلفاء الراشدين، أمه: فاطمة بنت النبي محمد، وقيل أنه أشبه الناس بالنبي.

ولد في النصف من شهر رمضان عام 3 هـ، وكان النبي محمد يحبه كثيرًا ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه»، بويع بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب، في الكوفة، كما بويع مُعاوية من جديد في بيت المقدس، ودعاه أهل الشام بأمير المؤمنين، ثمَّ تنازل عن الخِلافة لمُعاوية في شهر ربيع الأوَّل من عام 41 هـ الموافق لعام 661م.

المعارك 

ألقاب الحسن

كنيته أبو محمد، من أشهر ألقابه «التقي»؛ وله ألقاب أخرى: التقي، الطيب، الزكي، السيد، المجتبى، السبط وكريم أهل البيت. وقد لقبّه النبي محمد بالسيد.

أمضى الحسن السبط مع النبي محمد زهاء سبع سنوات من حياته، وكان يحبّه الجدّ حبًّا جمًّا، وكثيرًا ما كان يحمله على كتفيه ويقول: « اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه »

ويقول: « من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني».

ويقول أيضًا: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة»

ويقول أيضًا عنهما: «إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا»

ولِما يملكه الإمام الحسن من سمو في التفكير، وشموخ روح، كان النبي محمد يتّخذه شاهدًا على بعض عهوده، بالرّغم من صغر سنّه، وذكر الواقدي: أنّ النبي محمد عقد عهدًا مع ثقيف، كتبه خالد بن سعيد، وشهد عليه الحسن والحسين.

وبعد وفاة النبي شارك في فتح شمال إفريقيا وطبرستان في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، ووقف مع أبيه في موقعة الجمل ووقعة صفين وحروبه ضد الخوارج.

معارك إسلامية

فترة خلافة الحسن

استلم الحكم بعد والده وكانت فترة خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين، فقال الحسن: "على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان".

قصة الحسن ومعاوية بن أبي سفيان وعام الجماعة

عام الجماعة هو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان عام 41 هـ - 661م، وسمي «عام الجماعة» بسبب اجتماع الناس على معاوية.

وكان معاوية واليًا على بلاد الشام منذ عهد عمر بن الخطاب، وقد امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، فتوجه علي بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان حين التقيا بموقع يسمى صفين، ثم بدأت مفاوضات بين الطرفين عبر الرسائل، واستمرت لمدة مائة يوم لكنها لم تأت بنتيجة، فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر لمدة أسبوع فيما يعرف بمعركة صفين (36 - 37 هـ / 657م). ثم اتفقا على التحكيم، ثم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات وضم عمرو بن العاص مصر بالإضافة إلى الشام.

موقعة صفين

لما قُتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي، بايع أهل الكوفة الحسن بن علي بالخلافة في سنة 40هـ.

واستمر الحسن بعد بيعته خليفة على الحجاز واليمن والعراق وخراسان وغير ذلك نحو سبعة أشهر، وبعد مراسلات بين الحسن ومعاوية، وتنازل الحسن، واستقر الأمر لمعاوية فأصبح خليفة المسلمين، وقامت الدولة الأموية التي تنتسب إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فحكمت نحو تسعين عاما (41 - 132 هـ) الموافق (661 - 750م).

سر تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية

كان الحسن كثيرًا ما يتذكر قول جده صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»، فلم يكن في نية الحسن أن يقاتل أحدًا لكن أنصاره غلبوه على أمره، فألح عليه قيس بن سعد بن عبادة في النفير لقتال أهل الشام، فوافق وأخذ بالاستعداد فجهز جيشًا عظيمًا، وسار به لقتال معاوية وأهل الشام، إلا أنّ جيشه قد اختلفوا في آرائهم، وثار بعضهم على بعض وهم بالمدائن في طريقهم إلى الشام، ولما رأى الحسن تفرق واختلاف آراء عسكره، منهم من يريد الحرب ويستميت من أجل ذلك، ومنهم من يريد القعود، ويحب العافية، فوجد من الخير العمل لجمع كلمة المسلمين وحقن دمائهم، عندئذٍ كتب لمعاوية يراوضه على الصلح.

وكان معاوية قد ركب في أهل الشام وسار بجيشه لملاقاة الحسن إلا أنّ معاوية كانت له رغبة في الصلح، فبعث للحسن عبدالله بن عامر، وعبدالرحمن بن سمرة فقدما عليه بالكوفة وقدم للحسن رغبة معاوية في الصلح فوافق الحسن واشترط على معاوية شروطًا قبلها معاوية ووفى له بها وقد بايع الحسن وجيشه معاوية وتمت الخلافة لمعاوية وتوحدت كلمة المسلمين وسمي هذا العام بعام الجماعة وصدق قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن: «لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». 

حروب المسلمين

لقد زهد الحسن بن علي في الخلافة وتركها عن طيب خاطر، وهو القائل: «وإني ما أحب أن ألي من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما يزن مثقال ذرة حبة من خردل يهرق فيه محجمة من دم، قد عرفتُ ما ينفعني مما يضرني فالحقوا بطيبتكم، وهو القائل عندما رأى المسلمين في دروعهم يستعدون لضرب بعضهم وكانوا أمثال الجبال في الحديد: أُضرِّب بين هؤلاء وبين هؤلاء في ملك من ملك الدنيا! لا حاجة لي فيه.

نُبوءة الصلح

يؤمن أهل السنة والجماعة بأن النبي محمد قد بشر وتنبأ بأن الحسن سيصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين قبل حصول هذا الأمر بسنوات بعيدة، فقد ورد في ذلك حديث نبوي رواه البخاري في صحيحه عن الحسن البصري قال: «وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، جَاءَ الحَسَنُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ».» وجاء الحديث لدى أحمد بن حنبل في مسنده عن الحسن البصري قال: «سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَحَسَنٌ مَعَهُ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».» فتشير المصادر إلى أن حديث الرسول هذا هو ما دفع الحسن إلى الإقدام على الصلح، وأن هذه النبوءة قد كانت هي الموجهة للحسن في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته، وأنها حلت في قرارة نفسه، واعتبرها كوصية من الرسول.

محاولة اغتيال الحسن

بعد أن كشف الحسن عن نيته في الصلح مع معاوية وقعت محاولة لاغتياله، وتنص المصادر أن هذه المحاولة قد جرت بعد استخلافه بقليل، وهو ما أشارت إليه أكثر من رواية، فقد أخرج ابن سعد في طبقاته من طريق أبي جميلة الطهوي، قال: «أن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي. فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر. وزعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد- وحسن ساجد، قال حصين: وعمي أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرًا ثم برئ. فقعد على المنبر فقال: «يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم أهل البيت الذين قال الله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ قال: فما زال يقول ذاك حتى ما يرى أحد من أهل المسجد إلا وهو يخن بكاء.»

توفي سنة 49 هـ، وقيل سنة لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيع الأول سنة 50 هـ، ودفن بالبقيع

الجريدة الرسمية