غراب البين يكتب: حكاية عيلة مرزوق الفقرية وإلغاء الضمير فى الامتحانات!
هى دى أخلاق القرية بصحيح! بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. أخذتنى أجنحتى إلى إحدى القرى بمحافظة أسوان.. فوقفت فوق فرع شجرة علشان أريح جتتى ساعتين وانكمشت بين أجنحتى، وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوتا يأتى من أسفل الشجرة حيث كان يجلس اثنان من المُدرسين بيمصوا قصب ويقومون بشوى الذرة الشامية استمتاعا بإجازة منتصف العام أحدهم يقول: أنا بحب الأستاذ محمد أبو أحمد مُدرس الإنجليزى لله فى لله رغم أنه من عيلة مرزوق الفقرية دى..
فنظر إليه الآخر من فوق لتحت وقال له: يعنى ملقتش غير محمد أبو أحمد علشان تحبه؟! دا أنا طلبت منه يزود درجات الواد ابنى فى امتحان التيرم وعمل نفسه الشيخ الشعراوى وقالى كل تلميذ هياخد حقه دون زيادة أو نقصان.. لكن الأستاذ عمران أبو الوردانى هو دا اللى يتحب بصراحة.. لأنى طلبت منه نفس الطلب وبالفعل ابنى أخد الدرجة النهائية فى التاريخ مع أن الواد لم يجب عن كل الأسئلة..
الأول نظر إليه نفس النظرة من فوق لتحت وقال له: بالعكس عمران دا كان بيراقب على لجنة فيها بنت أختى ومرديش يغشش العيال والبنت خرجت ودموعها على خدها ومعملش ليا أي اعتبار.. دا بنى آدم ميتحبش أبدا يا جدع.
وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الاثنان يهشاننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فقلت يا فكيك وهربت مسرعا قبل أن يحدفاننى بقوالح الدرة كعادتهم ولسان حالى يقول: هما ليه البنى آدمين مش بيحبوا بعض زى زمان.. ليه بيحبوا مصلحتهم فقط لا غير؟
يعنى ليه كل واحد عايز التانى يلغى ضميره علشان يفضل يحبه؟!.. ليه البنى آدمين مش بيحبوا غير مصلحتهم فقط واللى بيحققها لهم فقط؟!.. أما اللى يعترض طريق مصلحتهم ولو كان على حق فهو مغضوب عليه إلى يوم الدين، أنا مش عارف الناس جرالها إيه.. حتى القرى البعيدة فى المحافظات الطيبة أصابها هذا الكم من الغل والحقد بين البشر؟!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم لا يحبون إلا مصلحتهم!