الدكتور يحيي حسين.. المثالية القاتلة!
حفظنا اسمه ثلاثيا.. إنه رئيس عمر أفندي الذي رفض سيف عهد مبارك وذهبه.. وتصدي لخصخصة الشركة الكبيرة المهمة، رغم ما له فيها من نصيب ومنافع بحكم لوائح مغرية.. مرتبات خيالية وموقع رفيع يؤهله لمنصب هنا آو هناك بعد انتهاء الخدمة.. لكنه رفض.. وكشف قيمة العقود مع المستثمر العربي.. كانت العقود وقتها - في معظم عمليات البيع وليس في عمر أفندي نفسه - بخسة تخسف بقيمة أملاك الشعب وتهبط بها إلي أقل من قيمة الأرض لأي مشروع.. أو لقيمة المباني وحدها.. أو لقيمة المخزون السلعي..
فضلا عن عدم ضمان لا حقوق عمال ولا استمرار النشاط.. فلم تكن خصخصة وتوسعة الملكية ولا جلب أموال للاستثمار.. لا بالمعني الاقتصادي ولا الاجتماعي ولا الإداري.. كانت تصفية وخرابا في خراب! ولذلك سارت الأغلبية من هذه القيادات مع الموجة.. شرفاء رفضوا من خلف ستائر وسربوا أدلة الفساد واللصوصية لكنه كان وحده تقريبا الذي شغل موقعا قياديا في احدي الشركات الكبري الذي فضح وأعترض وانضم الي صفوف المعارضة!
للمعارضة -كما للسلطة- بريقها أيضا.. للسلطة أحيانا أموال ونفوذ وللمعارضة بطولة وشجاعة وتسجيل مواقف للتاريخ إلخ إلخ.. تستولي علي البعض ويكون التراجع حتي فيما يستحق التراجع.. أمرا صعبا !! هنا مصفقون أيضا كالمصفقين هناك.. لكليهما جمهور يقطع أو يمنع أو يصعب خط الرجعة..
ومن هنا يتجلي وتكون المثالية أو الرومانسية- في حسن ظن محفوف بالحذر- طريقا ممهدا مفروشا بالسجاد الأحمر وإلي جهنم رأسا.. حتي بلغت عند الدكتور يحيي حد المطالبة بالإفراج عن قيادات الإخوان! وإعادتهم للحياة السياسية! وفتح صفحة جديدة! إذ كما يتساءل (تلتزم الدولة وأجهزتها بمعاداتهم فلماذا يلتزمون هم) (المعارضة أو التيار المدني) ذات الشطط الذي سبب للرجل مشاكل بعد استعادة مصر من الجماعة حتي رقص علي سلم السياسة.. فلا هو مع الجماعة ولا هو مع الشعب.. لا مع دولة المرشد ولا مع دولة ٣٠ يونيو!
معركة وطن مع الجماعة
واليوم يكرر الأمر نفسه لينسف -عند نفسه وجمهوره الذي يتآكل- مبدأ أن المعركة مع الجماعة الإرهابية معركة وطن بأسره.. وإن كان يري نفسه خارجها فهذا شأنه.. وكما كتب يطرح فكرته نكتب نطرح فكرتنا! ولا نعرف -أو صراحة نعرف ونتخابث- هل سمع سيادته عن التنظيم الخاص السري للجماعة وجرائمه أم لا؟! وإن كان يعرف فمن هي قيادات التنظيم العليا؟! هو مثلا؟! أنا مثلا؟!
الأمر الآخر ألم يسمع سيادته عن ٨ سنوات في المواجهة مع الإرهاب ؟ وتفجيرات وقتل وألغام وشهداء ومساجد وكنائس من العريش إلي الإسكندرية ومن الإسماعيلية للواحات ومن القاهرة إلي أسوان ومن الطالبية إلي المطرية؟ وإن لم يعرف كل ذلك فمن الذي زور وعلي مدار نصف قرن وعي شعبنا وأهان أحداثه الكبري من تأميم القناة إلي حرب 1956 إلي الاستنزاف إلي اكتوبر؟!
من الذي تربص واستهدف في اغتيال معنوي منظم كل أبناء الشعب المصري وجيشه العظيم من أحمد عرابي إلي أحمد المنسي مرورا بجمال عبد الناصر وقيادات يوليو المجيدة، حتي احتفلوا سنويا ولنصف قرن في زفة موسمية بنكسة 1967؟! ربما كانت أكثر من تلك التي تتم في إعلام تل أبيب نفسه!!
حتي قلدهم البلهاء بما فيهم فترات شخصنة حزب الطرابيش وقضاياه ؟! يكونش الدكتور يحيي مثلا من فعل كل ذلك؟ يكونش أنا؟ أم هؤلاء ممن يخوض شعبنا معهم أشرف معاركه بعد أكتوبر المجيدة؟!
يا دكتور يحي.. كن مع شعبك ووطنك.. والتاريخ يسجل.. وفي التاريخ كانت الكوارث في السياسة ختام أي -وكل - نيات حسنة.