الرداءة.. عنوان المرحلة
يتصور البعض أن الأزمات الاقتصادية قد تخص كيفية التعايش مع مفرداتها من حيث نوع الطعام والشراب والسكن وبقية متطلبات الحياة اليومية العادية.. ومن أبرز ما تفرزه الأزمات الاقتصادية "الرداءة" فكل ماسنعيشه سيكون رديئا بدءا من الأخلاق وانتهاء بنوع الطعام.. رداءة في الملف الصحي، ستظهر أجيال من المتقزمين والأغبياء قولا واحدا.
سيكون القادم أسوأ في الأخلاق العامة وما سنراه في الشوارع وميادين العمل وحتى الجريمة ستتغير أنماطها وأسبابها وطرق تنفيذها، والحوار بين الناس في الميادين وفي مجالات العمل.. كل شيء سيتغير إلى نوعية أكثر رداءة.
رداءة في المسكن وطرق جديدة لسرقة التيار الكهربائى والمياه وكل ما هو خدمي، ستتغير مفاهيم الحرام وتنتشر جرائم بين بيوت الكرام، جرائم من نوعية التدني وربما تصل إلى بيع الأجساد بأي مقابل.
الأزمة الاقتصادية الطاحنة
ستتغير أنواع الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية بشكل يغير من طبيعة المجتمع المصرى المتعارف عليها.. كل الخرائط ستتغير وسنرى ما نظن أنه مدهش وغريب وشاذ وعجيب.
سيصبح الذهاب إلى الطبيب ضربا من الخيال لأن الوصفات البلدي ستسود ويصبح العطار بديلا عن الصيدلي وسد الجوع بالبطاطس بديلا عن البروتين وسيعانى الناس من أمراض السمنة وليس العكس.
بسبب الأزمة الاقتصادية ستصبح الأفكار أيضا رديئة فما كنا نظنه خروجا عن المألوف سيصبح عاديا ويتعاطاه الناس بشكل طبيعي دون انتباه أو توقف أو رفض.
كل ما كنا نرفضه من باب الاختيار سيصبح فرضا وحيدا لا بديل له.. في الأزمات الاقتصادية سيبيع الأخ أخاه والجار جاره ويصبح مفهوم أنا ومن بعدى الطوفان هو القول المأثور.
إننا أمام تغيير كبير قد لا يدرك القائمون على الأمر أن علاجه في المستقبل سيكلفنا ما لا نتصوره وما لا نطيقه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. باختصار مصر غدا غير مصر الآن.