عبد الرحمن بدوي، الفيلسوف الذي رفض الناصرية والزواج ورؤس الثقافة المصرية
عبد الرحمن بدوي، فيلسوف مصري بارز، ولد في مثل هذا اليوم من عام 1917، ويعتبر أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا وأكثر المعارضين للناصرية ورموز الثقافة المصرية الموالية للحقبة الناصرية.
عن حياة ونشأة عبد الرحمن بدوي
عبد الرحمن بدوي، بقرية شرباص في دمياط، وكان والده محمود الشرباصي، عمدة القرية، وأحد أهم أثرياء منطقته، وكان تسلسله الخامس عشر من بين 21 شقيقًا وشقيقة.
وأنهى عبد الرحمن بدوي شهادته الابتدائية عام 1929 من مدرسة فارسكور، وحصل على شهادة الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة، وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا، وحصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر.
التحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب قسم الفلسفة سنة 1934، وابتعث سنة 1937 لمدة أربعة أشهر إلى ألمانيا وإيطاليا أثناء دراسته لإتقان اللغتين الألمانية والإيطالية وذلك بناءً على تعليمات من طه حسين، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.
عبد الرحمن بدوي ودراسة الماجستير
بعد إنهائه الدراسة عُين في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير عام 1941 وقد تحدث بدوي في مذكراته المعنونة بسيرة حياتي عن الظروف التي أحاطت بمناقشة رسالته للماجستير، والتي كان عنوانها مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية، ثم عدلها إلى مشكلة الموت في الفلسفة المعاصرة باقتراح من الفيلسوف الفرنسي الكبير أندريه لالاند، والتي كان من المقرر أن يشرف عليها.
وفي عام 1944 حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد الأول في ذلك الوقت، وكان عنوان الرسالة: «الزمان الوجودي» وكانت بإشراف كل من الشيخ مصطفى عبد الرازق، وطه حسين، وباول كراوس.
وقد علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: «لأول مرة نشاهد فيلسوفًا مصريًا» وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي، وكان بدوي يجيد اللغات الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية واللاتينية والإنجليزية والفارسية بالإضافة إلى اللغة العربية.
نشاط عبد الرحمن بدوي الجامعي
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرسا بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في أبريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949.
ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958.
غادر إلى فرنسا 1967 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها، وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967).
وعمل في معهد الدراسات الإسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) وبالجامعة الليبية في بنغازى (1973-1974) وفي كلية «الإلهيات والعلوم الإسلامية» بجامعة طهران، كما عمل أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والأخلاق والتصوف في كلية الآداب جامعة الكويت، واستقر في نهاية الأمر في باريس.
كان عضوا في حزب مصر الفتاة (1938-1940) ثم عضوا في اللجنة العليا للحزب الوطني الجديد (1944-1952)، وتم اختياره مع 50 شخصية، كعضو في لجنة الدستور التي كلفت في يناير 1953 لكتابة دستور جديد، والذي تم الانتهاء منه في اغسطس 1954 لكن الدستور أهمل واستبدل بدستور سنة 1956.
مفاجآت مدوية في مذكرات عبد الرحمن بدوي
في عام 2000 نشر مذكراته في كتاب ضخم من جزئين، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصريين وذلك لأن بدوي هاجم الكثير ممن أعتبرهم المثقفين العرب رموزا للفكر كالشيخ محمد عبده، وعباس العقاد، وأحمد أمين، وزكي نجيب محمود، وتوفيق الحكيم، وعلي الجارم، ومصطفى أمين وإيميل بيرييه وغيرهم.
كما هاجم بقوة النظام الناصري وحكم جمال عبد الناصر موجها انتقادات شتى وعلق على حجم المشاركة في تشييع جنازة جمال عبد الناصر بأن هذا «أمر عادي ولا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبد الناصر».
وفاة عبد الرحمن بدوي
توفي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو 2002 عن عمر يقارب 85 عاما بعد أن عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة، إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس واتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضًا يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.