88 عاما على مولد المفكر جلال أمين، لماذا كان يفضل عبد الناصر على السادات؟
المفكر الكبير الدكتور جلال أمين، ابتسامته تحمل خفة دم المصريين وأصالتهم، استطاع أن يعبر عنهم بمصداقية شديدة، تحدث عن مستقبل مصر.
هو أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وهو ابن الكاتب أحمد أمين وشقيق الدكتور حسين أمين.
ولد في مثل هذا اليوم 23 يناير 1935، ورحل عام 2018 عن 83 عامًا.
يقدم المفكر جلال أمين نفسه ويقول في كتابه "علمتنى الحياة": أنا ابن كاتب مشهور هو أحمد أمين، هو ليس في شهرة توفيق الحكيم، وفى وقت مبكر خيل لى انى لابد وأن أكون كاتبا أصبح مشهورًا وصوري تملأ الصحف، وكان عندي الاستعداد حتى إنني وأنا أقل من سبع سنوات كتبت قصة، التحقت بمدرسة اسمها النموذجية التي أصبحت فيما بعد النقراشي، وعندما انتقلنا إلى الدقي التحقت بمدرسة الأورمان، عشت في بيت به 8 أفراد وكانت أمي تحمل أعباءً كبيرة، ورغم أن والدي كان متحررًا يميل إلى الديمقراطية فإنه في بيته كان مستبدًّا فلم يكن من مهامه الترويح عن أسرته، وكانت الأسرة سرًّا من أسراره، حتى إنه عندما نسافر إلى الإسكندرية كان يقطع تذكرته في الدرجة الأولى والزوجة والأولاد في الدرجة الثانية.
كتب المقال في عمر 15 عامًا
وأضاف: كتبت في مجلة الثقافة عن الفيلسوف رينيه ديكارت وأنا عندي 15 سنة، وكان بتوقيع "الأديب جلال أمين"، أما كبار الأدباء فكان توقيعهم بـ "الأستاذ"، كان أبي يريدني طبيبًا لكنه لم يعترض على التحاقي بكلية الحقوق من أجل دراسة الاقتصاد، حصلت على الليسانس، وكان من دفعتي الدكتورة آمال عثمان والناقدة آمال بكير، ثم حصلت على دبلوماتين في الاقتصاد، وكانت بعثتي للدراسة في لندن ميلادًا جديدًا فقد كانت في الاقتصاد، وهناك تعرفت على فتاة إنجليزية وأحببتها وبعد انتهاء البعثة تزوجتها فورًا وتحولت إلى مترجم لها حتى تعلمت العربية بسرعة.
حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وعُين أستاذًا للاقتصاد بحقوق عين شمس عام 1965، ثم أستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية عام 1979 وحتى رحيله، كما عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1974 ولمدة أربع سنوات، وعمل جلال أمين أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا عام 1978.
في عام 2013 نال جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، ومنحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام الاستحقاق في العلوم والفنون، كما فاز المفكر جلال أمين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عام 2017، وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تمنح للأعمال المتميزة وللمساهمات الغنية فى الأدب العربى عام 2010.
ماذا حدث للمصريين
حقق له كتاب “ماذا حدث للمصريين” بداية شهرته الواسعة، فقد تناول فيه التغيرات الاجتماعية والثقافية في حياة المصريين.
ويقول جلال أمين عن هذا الكتاب: لم أكن معروفًا قبل هذا الكتاب الذى تناوله الناس وكتب عنه بشكل غير متوقع، وقد يرجع هذا الى جاذبية العنوان لكن الكتاب لا يعيش بعنوانه فقط فهو بالفعل يحمل أفكارًا هامة ومكتوب بلغة سهلة تجمع بين الاكاديمية والأدبية، كما مزجت بين القضايا العامة والخاصة ورصد الواقع الذى نعيشه وعما بداخل الناس.
خريطة الإصلاح الاقتصادي
عن الإصلاح الاقتصادي للازمة الاقتصادية، كان للدكتور جلال أمين رأى في حلها نشره في مجلة “الأهرام العربي” عام 2017 يقول فيه: لا بدَّ أن تكون النية صادقة ولا بدَّ أن يعاد الاعتبار لسياسة التخطيط التي تم إهمالها في مصر، وأصبحت وزارة التخطيط بدون أي دور حتى إن أول وآخر خطة عرفتها مصر هي الخطة الخمسية من 1960 إلى 1965، إذن نحن في حاجة إلى خطة محددة تستهدف الشرائح الاجتماعية الأكثر احتياجًا والشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص الذي يحتاج إلى عمالة تستوعب البطالة الموجودة حاليًّا بمنحها تسهيلات ضريبية، إلى جانب تطبيق سياسة اللامركزية وإعادة الصناعة الوطنية بتقديم قروض ميسرة.
عن الإخوان المسلمين، يقول الدكتور جلال أمين: الإخوان لا يشكلون خطرًا على مصر مهما فعلوا، فالشعب المصري ذكي ووسطي وموقفه الديني غير متطرف، وكان حكمهم يحمل خطابًا دينيًَّا يسوده إصرار مدهش على أن صاحبه يحتكر تعريف شرع الله واتهام مخالفه بالكفر، والمشكلة في الدول التي ترعى الإخوان وتمد لها يد العون خارج مصر.
موقف جلال أمين السياسي
عن موقفه من النظم السياسية قال الدكتور جلال أمين في كتابه "وصف مصر": كتبت نقدًا شديدًا لثورة يوليو، لكن كان فيه مدح كثير، فأنا عشت الثورة يومًا بيوم، وكانت مشاعري إيجابية تجاه الثورة، لكن كل نظام له إيجابيات وله سلبيات والعبرة بترتيب الأولويات، فإذا كانت أولوياتك أنك تأكل ماكدونالد تنبسط من نظام السادات مثلًا أكثر، لكن إذا كانت أولوياتك أن الفلاح يفتح عينيه بقوة أمام مالك الأرض، فصوتك سيذهب إلى عبد الناصر، وأنا أولوياتي ليست في ماكدونالدز وعندما أقارن بين نظام ونظام فعواطفي تذهب إلى الستينيات رغم اعترافي بأخطاء الستينيات.
رفض مبدأ المصالحة مع الإخوان
وبمناسبة ثورة 25 يناير قال عنها الدكتور جلال أمين قبل رحيله: من أهم إيجابياتها أننا تخلصنا من شخصيات مزعجة في حياتنا استمرت على قمة النظام ثلاثين عامًا، كما أعلن عدم تأييده أو تعاطفه مع فكرة المصالحة مع الإخوان، لأن قيادات الجماعة يصعب التصالح معها بعد كل ما اقترفته من خطايا في حق المصريين، علاوة على أن الجماعة نفسها تشهد انقسـامات وخلافات بين القواعد والقيادات.
ونقدم لكم من خلال موقع “فيتو”، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.