تراكم البضائع بالموانئ انتهى.. فمتى تهدأ الأسعار!
انتهت أزمة تراكم البضائع في الموانئ وعادت إلى معدلاتها الطبيعية.. لكن يبقى غلاء الأسعار وتراجع القوة الشرائية للسواد الأعظم من المواطنين! والحكومة احتفت ب تثبيت التصنيف الائتماني لمصر حسبما قالت مؤسسة تصنيف دولية بارزة وهي ستاندرد آند بورز، كما أعلنت الرجوع إلى الوضع المستقر الذي كان قبل فبراير الماضي قبل اندلاع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت كما تراها سببًا فيما حدث من صعوبات اقتصادية عالمية نحن جزء منها..
وهذا بالقطع شيء يدعو للتفاؤل.. لكن ليس كل المواطنين يعنيهم ما تقوله ستاندرد آند بورز، أو فيتش أو موديز أو حتى صندوق النقد الدولي بل يعنيهم ما يصل إليهم واقعيًا من ثمرات هذا التصنيف الإيجابي أو ذاك.. لا يصدقون إلا ما يصل إلى بطونهم ويسد جوعهم ويطمئنهم على حاضرهم وغدهم ومستقبل أولاده.. فهل تتراجع الأسعار أيضًا لما قبل فبراير 2022.
ضبط الأسعار
الحكومة تتابع موقف الإفراج عن البضائع في الموانئ، وهذا شيء مهم لبث رسائل طمأنة للناس، لكن الأهم أن تنزل الأسواق لضبط إيقاع الغلاء المبرر حينًا وغير المبرر في كثير من الأحايين؛ ذلك أن جشع البعض وإصرارهم على التربح من الأزمات على حساب الغلابة يبدد كل جهد حكومي لاحتواء أزمة الأسعار.
مسئولو اتحاد الغرف التجارية، أكدوا لرئيس الوزراء أن المصانع كلها عادت الآن لتعمل بكامل طاقاتها تقريبًا، كما أن لديها مخزونًا يكفي ما بين شهر وشهرين من المواد الخام ومستلزمات الإنتاج.. فهل تتراجع أرقام البطالة وتزداد الصادرات وتتدفق العملة الصعبة لشرايين الاقتصاد لتلجم الدولار وتوقفه عند حده وتعيد للجنيه قيمته المفقودة؟!
رئيس الوزراء بشرنا بأن الحكومة شاغلها الشاغل -كما المواطن- هو استقرار الأسواق وانخفاض الأسعار في الفترة المقبلة، وهذا هو المسار الذي تتحرك فيه بتحقيق وفرة في المواد الخام ومستلزمات الإنتاج فهل تخرج علينا الحكومة بأرقام محددة لتقول متى يتراجع سعر العلف لتعرف اللحوم والدواجن وبيض المائدة طريقها إلى الغلابة الذين لا يستطيعون إليها سبيلًا..
قد يقول قائل إن الوضع الحالي أفضل بكثير، حيث بدأ القطاع الإنتاجي يعود بكامل طاقته، سعيًا لإحداث توازن في أسعار المنتجات خلال الفترة المقبلة.. لكن يبقى أن يشعر المواطن بتحسن ملموس في حياته وأن تعود إليه قدرته الشرائية على إشباع احتياجاته الضرورية ساعتها سوف يصدق الحكومة ويسعى لمساندتها والتصدي بوعيه وتجربته لرياح الشائعات والفتن التي لا تكف قنوات الشر على بثها على مسامعه ليل نهار.
يا سادة.. صدقوني.. المواطن لديه مخزون وعي بالفطرة والتجربة ويدرك بعمق معنى الاستقرار والأمن لكنه يحتاج من يطمئنه ويأخذ بيده لبر الأمان بإجراءات ملموسة على الأرض وتواصل مستمر بحقائق وأرقام لا تقبل التشكيك.. وأن ينزل إليه المسئولون على اختلاف مناصبهم ليشرحوا ويطرحوا رؤية الدولة ومسعاها لراحة المواطن وتذليل العقبات ليس بوعود ولا كلام مرسل بل بإجراءات على الأرض يجد صداها في حياته اليومية.. فلا يقنع في النهاية إلا ما هو مقنع.