على ماذا اتفق البرهان وآبى أحمد؟!
في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها آبى أحمد رئيس وزراء اثيوبيا للخرطوم والتقى فيها بكل الفرقاء السودانيين أعلن رئيس مجلس السيادةْ السودانى أنه تم الاتفاق والتوافق مع رئيس الوزراء الاثيوبى على كل جوانب قضيةَ سد النهضة!..
هنا من حقنا مصريا أن نسأل الشقيق السودانى على ماذا تم الاتفاق والتوافق؟!.. هل تم على استئناف المفاوضات الثلاثية المصرية السودانية الاثيوبية للتوصل إلى إتفاق ملزم قانونا ينظم ملء وتشغيل سد النهضة وهو ما كان السودان يشترك معنا فى المطالبة به حتى الأمس.. ام أن ثمة اتفاق وتوافق آخر مختلف وثنائى بين السودان واثيوبيا حول السد الاثيوبى، في ظل ما أعلنه آبى أحمد حول استفادة السودان من السد، خاصة كهربائه؟!
وبكلام أكثر صراحة وأكثر مباشرة.. هل تخلى السودان عن مصر في موضوع سد النهضة وقرر أن يتفق مع اثيوبيا من وراء ظهر مصر، أى يعود إلى موقفه السابق الذى كان يتخذه خلال عهد البشير، وهو الموقف الذى كان يصطف فيه بجوار اثيوبيا ويتجاهل أضرار وأخطار السد ليس فقط على الشقيقة الكبرى مصر وإنما على السودان نفسه؟!
ويزيد من الالحاح في طرح هذا السؤال أن آبى أحمد ألمح في تصريحاته بالخرطوم إلى أهم أهداف زيارته لها وهو إبعاد السودان عن مصر حتى يضمن تحقيق خطته الخاصة بالسيطرة على النيل الأزرق وتحويله بعد التحكم في تدفق مياهه لنا والسودان إلى نهر اثيوبى فقط.. فقد أكد رئيس الوزراء الاثيوبى على ضرورة حل الخلافات السودانية حلا داخليا، وبدون المساعدة المصرية الحالية التى اتخذت شكل مبادرة لمصر لاقت قبولا من معظم الفرقاء السودانيين.
وأنا واثق كل الثقة أن ما حدث في الخرطوم لابد وأن يكون محل اتصالات مصرية عاجلة مع الأشقاء في السودان للتأكد من استمرار التوافق المصرى السودانى الذى كان تم التوصل إليه مؤخرا حول آليات التحرك المشترك في أزمة السد الاثيوبى قبل أن تشرع اثيوبيا في الملء الرابع للسد والذى تلوح إلى أنه سيكون أكبر من كل الملء السابق.