رئيس التحرير
عصام كامل

يناير.. الملحمة والثورة

قولا واحدا هي ثورة شعبية بالدرجة الأولى امتطاها كل من هب ودب وسافر بها بعيدا عن مسارها، شارك في تغريبها وشيطنتها كبار وصغار ومدعون ومأجورون.. ثورة يناير التي التحمت بيوم عيد الشرطة لم تكن نشازا وطنيا يعاند بطولات رجال الشرطة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل وطنهم في ملحمة بطولية ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1952م
ومن عناصر تغريبها واختطافها خلق هوة سحيقة بين بطولة رجال الشرطة وبطولة المواطن العادي الذي خرج في يناير ضد تأبيد الحكم وضد الجمود ومن أجل الكرامة.


أولى مراحل اختطاف يناير اقتحام أقسام الشرطة الذي لم يتورط فيه واحد من المواطنين الشرفاء الذين خرجوا ضد تصلب الحكم وبقائه إلى الأبد، اقتحم الأقسام قوى شيطانية مدعومة من جهات رسمية وغير رسمية.. الذين تورطوا في حرق الأقسام واقتحام مقرات أمن الدولة معروفون وليس من بينهم مواطن شريف منتم إلى يناير بثورتها المباركة والمجيدة والوطنية.


خلق هذه الهوة بين يناير ورغبة التغيير من ناحية وبين يوم المجد البطولى لرجال الشرطة كان واحدا من ألاعيب الشيطان وأولى مراحل اختطاف الثورة ونبلها وقيمها.. البلطجية المدعومون من أطراف معروفة للخاصة هم من قاموا بأولى مراحل شيطنة الثورة وخلق هذه الهوة وكأن الذين خرجوا في يناير كان ضد جهاز الشرطة المصرية.


وثاني مراحل الاختطاف والشيطنة تسليم مفاتيح الميدان للإخوان وغيرهم من القوى التي تربت هناك في واشنطن وغيرها من عواصم الغرب.. صنع نجوم من ورق ورفعهم إلى مصاف الأنبياء والمصلحين كان نموذجا من نماذج ركوب الثورة للوصول بها إلى محطة العمالة والخيانة وبيع الوطن.
 

 

يناير ثورة عظيمة تكمل المشوار الوطنى ضد المحتل بكل أنواعه وأصنافه.. ثورة يناير لم تناقض البطولة العظيمة التي قادها فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية عام 1952م.


وخلاصة القول: يجب أن نفخر بيوم 25 يناير باعتباره يوما خالدا في تاريخ الوطن.. يوم تلاقت فيه الأجيال لرفض الظلم والجمود والتخلف والاحتلال بكل أنواعه.

الجريدة الرسمية