زغلول صيام يكتب: كلاتنبرج أول مسمار في نعش مشروع الفنكوش اللي اخترعه كابتن حازم!
الفارق شاسع بين الكلام في القاعات المكيفة وتناول ما لذ وطاب والكلام على أرض الواقع.. كانت تلك مقدمة لا بد منها قبل الدخول في لب القضية التي نطرحها اليوم.. بعد الهزيمة المذلة للمنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات القارية المؤهلة للأمم الإفريقية والهزيمة الثقيلة من كوريا خرج علينا النائب ونجم النجوم الثعلب حازم إمام ليبشرنا بمشروع تطوير الكرة المصرية من خلال الاستعانة بأجانب في المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي وخبير للتحكيم.
مشاريع الوهم
في كل بلاد الدنيا دائما يكون المشروع عبارة عن دراسة جيدة ورؤية للمستقبل كما تعلمنا من الدكتور ماجي الحلواني في كلية الإعلام ثم يبدأ التطبيق أما المشروع يكون في تعيين شخص مكان شخص فلا يعد مشروعا ولا يحزنون وإنما حكاية قص ولزق وتهدد مستقبل كرة القدم المصرية التي أصبحت على المحك الآن لأنها تدار بمجموعة هواه لم يثبت لأحد فيهم أنه درس أو خطط أو تولى مناصب قيادية من قبل.
ورغم أن الكابتن النائب حازم إمام يعرف قبل غيره أن إنجازات الكره المصرية على مدار تاريخها في الـ100 عام تحقق 90 % منها بأياد مصرية خالصة إلا أنه لجأ للحل الأجنبي ولا أحد يعرف السبب؟!! حذرنا مرارا وتكرارا من أن هذا المشروع سيقضي على الأخضر واليابس ولكن لم يستمع أحد لأن الجميع أغلق أذنيه وفسر الأمر على أنه هجوم على اتحاد الكرة.
ومع رحيل كلاتنبرج الذي اعتبره المسمار الأول في نعش المشروع الوهمي والذي أثبت بالدليل القاطع أن مصر تحولت لـ (سبيل) لكل أجنبي لا يجد عملا من أجل الحصول على دولارات الشعب في أمس الحاجة إليها ولكن الأمر هو كلام الرجل وتهديده لاتحاد ضعيف وكلمة ضعيف فيها مجاملة لأن التوصيف الصحيح أنه اتحاد عاجز!!
أرقام مهمة
ولك أن تعرف أن اتحاد الكرة دخله خلال عام فقط فلوس لم تدخل في أي عام من الأعوام الـ100 وهي عمر اتحاد الكرة حيث دخل خزانة الاتحاد 10 ملايين دولار قرابة الـ 300 مليون جنيه تم تبديدها في رواتب للأجهزة الفنية تكلف الاتحاد سنويا 135 مليون جنيه.
أما الخواجة كلاتنبرج الذي لم يكمل في مهمته شهرا كاملا طوال مدة تعاقده التي بلغت 6 شهور حصل خلالها على 200 ألف دولار أي قرابة الـ6 ملايين جنيه لم يعمل خلالها بـ1000 جنيه مصري علما بأن الرجل غير متفرغ ويعمل بالاتحاد اليوناني وهناك أيضا ميكايل الذي غاب في البرازيل موطنه شهرين كاملين حصل خلالها على راتبه كاملا.
فوق الحساب
لقد أصبح حازم وزملاؤه باتحاد الكرة فوق الحساب لأنهم يبددون المال العام الذي أصبح نهيبة لكل من هب ودب وإذا كان كلاتنبرج قد فضل أن يريح دماغه من الصداع ويركز في اليونان فإن القادم للكرة المصرية لا يبشر بخير طالما استمر هؤلاء على الكراسي لأن منتخب الشباب الذي يخوض بطولة الأمم الإفريقية بعد أيام مهدد بالخطر ونفس الأمر لبقية المنتخبات لأن الخواجات بمعنى واضح لا يقبل التشكيك (أكلونا البالوظة) والذي يعرف سبب زيارة فيتوريا لأكاديمية الزمالك والأهلي يبقى يأخذ حقه من البالوظة.
أين وزارة الشباب؟!
لقد تحدثت كثيرا مع الدكتور أشرف صبحي عن أن الكرة المصرية في خطر وأن هذه السياسة ربما تكون سببا في انهيار الكرة ولكن هناك من يصور له أنني أهاجم بصفة شخصية وهو أمر لن أقف أمامه وطالبت الوزير في مراحل كثيرة أن تكون هناك رقابة حقيقية على هذا الاتحاد لأن هناك جنايات سواء في مباراة بلجيكا أو المخازن المنهوبة أو مذكرات التفاهم التي يعمل بها الاتحاد دون عقود وهي ما خسرت الاتحاد ملايين الملايين ولكن يذهب كلامنا هدرا.
أتمنى أن نفيق قبل فوات الأوان لأن استمرار الحال على ما هو عليه يؤكد أننا سنستيقظ على كارثة وانهيار صناعة كرة القدم في مصر ولن تكون هناك استديوهات يخرج علينا الكابتن حازم وزملاؤه ليشرحوا لنا فوائد المشروع الفنكوش الذي دمر كرة القدم في مصر.
لم يعد لدي كلام آخر ولا نفس من أجل الاستمرار في نفخ القربة المقطوعة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.