حكاوى زمان، تطبيع المستحيل.. أحمد رجب يكتب عن سر الصراع التاريخي بين المرأة والرجل
هناك ضغائن تاريخية بين المرأة والرجل منذ حادث تفاحة آدم وحواء، ولهذا تتعرض المرأة منذ صباها المبكر لعملية غسيل مخ من الأم حيث تصور لها الرجل بعبع ينبغى الاحتراس منه، فالمرأة الشرقية ممنوعة منذ صباها من الحديث مع أى شاب وإلا أصبحت مقصوفة الرقبة.
أنت تستطيع أن تحيى رجلا فى المقعد المجاور فى القطار فيرد تحيتك، لكن المرأة لن ترد التحية، أو أن تردها بزفرة صامتة، وأجهزة الاستقبال تتلقى كلمات الرجل الذى لا تعرفه بتحفز وتحد شديد، فإذا قال لها أنت جميلة، قالت له: أنت قليل الأدب وإذا قال لها يا قمر، قالت يا بوليس، فإذا ابتسمت المرأة لرجل لا تعرفه فهذه بداية علاقة طيبة، وإذا ردت تحيته فهذه بداية الوصال، وإذا تزوجته فهذه بداية القطيعة والهجران.
شعرة من جلد الخنزير مكسب
فالأصل فى العلاقة بين المرأة والرجل هى القطيعة والحرب، لكن الحرب مهما استمرت تتخللها فترات هدنة مثل فترة الخطبة أو شهر العسل، فإذا استمر عمر الزواج إلى 25 سنة احتفل الاثنان باليوبيل الفضى للحرب الباردة. وحفلة الزفاف هى احتفال بالصلح المؤقت بين رجل وامرأة، لهذا تجد فيها غناء وموسيقى ورقص وزغاريد وأعيرة نارية فى الهواء قد تنقلب بعد الزواج إلى أعيرة فى المليان داخل البيت.
وحتى فى عز الغرام بعيدا عن الزواج تلمح تلك الروح العدائية من جانب المرأة وهذا يبدو ملموسا فى الأغانى التى يصرخ فيها العشاق: أنا ذنبى إيه بتعذب فيا، وقوم يا شاغلنى بيك جرب ناري، فوق الشوق مشاني زماني.
إن تطبيع العلاقات بين الرجل والمرأة ربما يدخل فى حكم المستحيل، والمسئولية تقع على المرأة، ففي يدها مفتاح العلاقة حربا أو سلاما، هجرا أو وصالا.
كما أن الرجل ليس عدوا للمرأة فهو الذى يتودد إليها بكلمات الحب والغزل ولا يقابل منها إلا الصد والجفاء نتيجة لعملية غسل المخ التي قامت بها أمها، والمرأة تفترض الغدر فى الرجل فتبالغ فى مؤخر الصداق وتقبضه على داير مليم إذا افترق عنها حيا أو ميتا بينما لا يشترط الزوج أى شرط ولا يحصل أهله على تعويض إذا تم ذبحه بمعرفة الزوجة، كما أن الزوج لا يرفع أى شعارات عدائية ضد المرأة التى رفعت شعارات عدائية شهيرة مثلا “يا مآمنة للرجال، يا مآمنة للمية فى الغربال”، و“شعرة من جلد الخنزير مكسب” وطبعا معروف من هو الخنزير.